للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتابًا من كتب الأنبياء "من جعل إلى نفسه شيئًا من المشيئة فقد كفر "فتركت قولي، وحينئذ لا يلتفت لتضعيف ابن الفلاس لسيدنا وهب خصوصًا وأنه لم يبين وجه التضعيف.

وكان كثير النقل عن كتب أهل الكتاب ويظهر أنه كانت له ثقافة واسعة بكتب الأولين وحكمهم وأخبارهم.

وقد ذكر عنه ابن كثير في بدايته حِكمًا صائبة ومواعظ كثيرة وقصصًا استغرقت بضعًا وعشرين صحيفة وليس فيها ما يستنكر إلا القليل وكذلك: نقل عنه في التفسير روايات كثيرة جدًّا وجلها من الإسرائيليات ونحن لا ننكر أن بسببه دخل في كتب التفسير إسرائيليات وقصص بواطل ولكن الذي ننكره: أن يكون هو الذي وضع ذلك واختلقه من عند نفسه ولكنا مع هذا: لا نخليه من التبعة والمؤاخذة أن كان واسطة من الوسائط التي نقلت هذا إلى المسلمين، وأُلصقت بالتفسير إلصاقًا والقرآن منها بريء ويا ليته ما فعل. (١)

رابعًا [*]: عبادته رحمه الله:

قال مثنى بن الصباح: لبث وهب عشرين سنة ولم يجعل بين العشاء والصبح وضوءًا (٢).

وقال ابن عيينة عن عمرو بن دينار دخلت على وهب داره بصنعاء فأطعمني جوزًا من جوزة في داره، فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت في القدر، فقال: أنا والله وددت ذلك. (٣)

خامسًا: على فرض ضعفه فهذا لا يقدح في دين الله شيئًا، فدين الله ثابت لا تبديل ولا تحريف فيه كما عنكم ولا يملك أحد أن يُدخل فيه شيء لأنه في عصمة الله عزَّ وجلَّ، ونحن أمام توثيق الجمهور له واعتماد البخاري وغيره لحديثه، وما ثبت عنه من الورع والصلاح لا نقول إلا أنه رجل مظلوم من متهميه ومظلوم هو وكعب من أولئك الذين استغلوا شهرة


(١) الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير لأبي شهبة (١٤٩)، مجلة المنار (٢٦/ ٧٥/١) الإسرائيليات وأثرها قي كتب التفسير لرمزي نعناعة (١٨٥).
(٢) تذكرة الحفاظ (١/ ١٠٠) تاريخ دمشق (٦٣/ ٣٦٦).
(٣) تهذيب التهذيب (١١/ ١٧٤).

[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا بالمطبوع، والجادة «ثالثا»

<<  <  ج: ص:  >  >>