للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السادس، ودونما ذكر لتلك الراحة التي فرضها سفر التكوين على الله مفترضًا أن الله قد أصابه التعب طوال الأيام الستة التي عمل فيها على خلق العالم، وحتى لو كان اليوم يستخدم بمعنى مجازي للإشارة إلى زمن غير محدود كما هو الشأن في القرآن الكريم يظل الوصف الكهنوتي التوراتي غير مقبول حيث أن تتابع وتوالي ظهور المخلوقات يتضمن تناقضًا تامًا مع المبادئ الأولية للمعرفة العلمية.

ويجوز أن نقول بناء على ما سبق بيانه إن هذا الوصف الكهنوتي لقصة الخلق بالتوراة يظل تصورًا غير معقول ولا مقبول كمجرد خرافة بحتة وتزييف غير معقول. والغرض منه يختلف تمامًا عن أبي تفسير يهدف إلى الوصول إلى أن تكون الحقيقة معروفة.

فخلاصة ذلك أن السفر يتحدث عن ستة أيام أرضية تتكون من ليل ونهار "وكان صباح"، "وكان مساء"، وكان سابعها يوم السبت الذي استراح فيه الخالق -تعالى عن ذلك-، ومن المعلوم علميًّا أن الخلق تم على فترات كونية تقدر بملايين السنين، والعلماء يقولون بأن الأرض احتاجت لملايين السنين حتى بردت قشرتها وغدت صالحة للحياة، فيما يتحدث السفر عن ظهور الماء على الأرض في أول أيامها، ثم ظهور النبات في ثالثها، والحيوانات في رابعها وخامسها. (١)

[تاريخ خلق العالم وظهور الإنسان على الأرض.]

وفي هذا المبحث سنناقش ونستعرض ما يلي:

أولًا: عمر خلق الأرض والإنسان حسب التوراة.

ثانيًا: ماذا يقول العلم الحديث بهذا الصدد.

ثالثًا: تفصيل الفترات الزمنية حسب معلومات الكتاب المقدس.

رابعًا: خطأ فاحش وسكوتهم عنه مفضوح.

وإليك التفصيل


(١) التوراة والأناجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث (٦١)، هل العهد القديم كلمة الله (١٧١)، قراءات في الكتب المقدسة (١٨٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>