للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب: هذا الادعاء لا أساس له من الصحة، بل إن استشهاد هؤلاء وأمثالهم بهذا الحديث لا حجة فيه، فأين التصريح باسم معاوية فيه؟ ثم إن الرجل من آل مروان، ومن المعروف لدى الجاهل قبل العالم أن معاوية -رضي الله عنه- سفيانيٌّ وليس مروانيٌّ.

وهل يعقل أن يسع حلم معاوية -رضي الله عنه- الذي بلغ مضرب الأمثال، سفهاء الناس وعامتهم، وهو أمير المؤمنين؟ ثم يأمر بعد ذلك بلعن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب على المنابر، ويأمر ولاته بذلك في سائر الأمصار والبلدان! والحكم في هذا لكل صاحب عقلٍ وفهمٍ ودينٍ ..

[الشبهة الخامسة: ما جرى بينه، وبين الحسن بن علي -رضي الله عنهم-.]

١ - قولهم: إن معاوية اشترى الحسن بالمال، ثم اشترى إحدى زوجاته اللاتي لا يحصين بالمال على أن تسُمَّ زوجها مؤملا لها بزواج يزيد ثم لم يف لها بالوعد خوفا على ولده.

٢ - حرمان الحسن من الدفن مع جده بالتعاون مع عائشة.

أولًا: هل اشترى معاوية الحسن بالمال حتى تنازل له عن الخلافة؟

والجواب: لا.

وبيان ذلك: من وجوه.

الوجه الأول: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بهذا الصلح قبل أن يموت.

الوجه الثاني: أن الحسن بن علي كان معه العدد والعدة، ولم يكن بحاجة إلى مال، ولكنه قَبِلَ الصلح حقنًا لدماء المسلمين.

الوجه الثالث: أن معاوية بادر إلى ذلك هو الآخر حقنًا لدماء المسلمين.

والأصل في هذه الأوجه الثلاثة ما رواه أبو موسى -رضي الله عنه- قال: سمعت الحسن يقول: استَقْبَلَ والله الحسنُ بن علي معاويةَ بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها، فقال له معاوية -وكان والله خير الرجلين- أي عمرو، إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور الناس؟ من لي بنسائهم؟ من لي بضيعتهم (أو بضعفتهم)؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس، عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر بن كريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>