فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالتْ: "عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الختَانِ"." (الخروج ٤/ ٢٤ - ٢٦).
ولم يبين السفر السبب الصريح لهذه الغضبة الإلهية المزعومة، واكتفى ببيان هذه الطريقة الغريبة في استرضاء الرب، تعالى عن ذلك علوًا كبيرًا.
لكن القرآن الكريم يبرئ موسى وهارون من هذه الخيانة وأمثالها فيقول: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (٥١) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (٥٢) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (٥٣)} (مريم/ ٥١، ٥٣).
[٦ - يشوع بن نون - عليه السلام -.]
وأما يشوع وصي موسى، فإن اسمه يقترن في التوراة بسلسلة من المجازر التي طالت النساء والأطفال والرجال والحيوان، وكنموذج لهذه المجازر نحكي قصة مجزرة أريحا التي لم ينج فيها سوى راحاب الزانية ومن يلوذ بها، وأما ما عداها فقد أمر يشوع: وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى المدِينَةِ كُلُّ رَجُل مَعَ وَجْهِهِ، وَأَخَذُوا المدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي المدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالحمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. وَقَال يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تجَسَّسَا الأَرْضَ: "ادْخُلَا بَيْتَ المرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ المرْأَةَ وَكُلَّ مَا لَهَا كما حَلَفْتُمَا لَهَا". فَدَخَلَ الْغُلَامَانِ الجاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَخْرَجَا كُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ. وَأَحْرَقُوا المدِينَةَ بِالنَّارِ" (يشوع ٦/ ٢٠ - ٢٤).
ويستمر سفر يشوع في عرض سلسلة من المجازر التي طالت النساء والأطفال الأبرياء، وكل ذلك بأمر من يشوع، وحاشاه - عليه السلام -:
"وَأَخَذَ يَشُوعُ مَقيدَةَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ، وَحَرَّمَ مَلِكَهَا هُوَ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِ مَقيدَةَ كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا. ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ مِنْ مَقيدَةَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ إِلَى لِبْنَةَ، وَحَارَبَ لِبْنَةَ. فَدَفَعَهَا الرَّبُّ هِيَ أيضًا بِيَدِ إِسْرَائِيلَ مَعَ مَلِكِهَا، فَضَرَبَهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَكُلَّ نَفْسٍ بِهَا. لَمْ يُبْقِ بِهَا شَارِدًا، وَفَعَلَ بِمَلِكِهَا كَمَا فَعَلَ بِمَلِكِ أَرِيحَا. ثُمَّ اجْتَازَ يَشُوعُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ لِبْنَةَ إِلَى لخَيشَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا وَحَارَبَهَا. فَدَفَعَ الرَّبُّ لخَيشَ بِيَدِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute