إن الناظر بإمعان إلى كتاب الله يستطيع أن يخرج منه بالركائز الأساسية التي ارتكزت عليها دعوة الأنبياء السابقين. وتلك الركائز يسميها علماء الإسلام بالعناصر أو الأركان الأساسية للرسالات السماوية، وهذه العناصر وتلك الأهداف هي:
١ - الدعوة إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له.
٢ - الإيمان بالبعث والجزاء.
٣ - الدعوة إلى العمل الصالح.
أولًا: الدعوة إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له، وهو توحيد الله.
ولنبدأ بسيدنا نوح - عليه السلام -: قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف: ٥٩]، وهود - عليه السلام -: قال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف: ٦٥]، وصالح - عليه السلام -: قال تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[هود: ٦١]. شعيب - عليه السلام - قال تعالى:{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف: ٨٥].
إبراهيم - عليه السلام - وهو يجادل أباه وقومه ويدعوهم إلى ترك ما كانوا عليه من عبادة الأصنام والتماثيل إلى عبادة فاطر السموات والأرض. قال تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (٤٢)} [مريم: ٤٢]. وقال تعالى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٧٩)} [الأنعام: ٧٩].
يوسف - عليه السلام - كان داعيًا إلى التوحيد حتى وهو في السجن. قال تعالى: {يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (٣٩) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٤٠)} [يوسف: ٣٩، ٤٠]، موسى - عليه السلام - عندما سأله فرعون عن ربه كانت إجابته بإقرار التوحيد لله. قال تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٣) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} [الشعراء: ٢٣, ٢٤].