للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نجد أن المؤرخين المسيحيين قد اختلفوا أيضًا في زمان تأليفه، وقد قال في ذلك هورن: "ألف الإنجيل الثاني سنة ٥٦ وما بعدها إلى سنة ٦٥، والأغلب أنه أُلف سنة ٦٠ أو سنة ٦٣ (١)

ويرى الناقد اليهودي سبينوزا أن هذا الإنجيل كتب مرتين إحداهما قبل عام ١٨٠ م والثانية بعده.

[أين كتب هذا الإنجيل؟]

وتزعم المصادر النصرانية أن مرقس كتب إنجيله في روما، ولعله في الإسكندرية. (٢)

[ملاحظات على إنجيل مرقس]

وقد توقف المحققون مليًّا مع هذا الإنجيل وكاتبه، وكانت لهم ملاحظات:

١ - أن مرقس ليس من تلاميذ المسيح، بل هو من تلاميذ بولس وبطرس. يقول المفسر دنيس نينهام مفسر مرقس: "لم يوجد أحد بهذا الاسم عرف أنه كان على صلة وثيقة، وعلاقة خاصة بيسوع، أو كانت له شهرة خاصة في الكنيسة الأولى".

وثمة دليل قوي آخر هو شهادة المؤرخ بابياس (٤٥ ام) حين قال: "اعتاد الشيخ يوحنا أن يقول: إذ أصبح مرقس ترجمانًا لبطرس دون بكل تدقيق كل ما تذكره، ولم يكن مع هذا بنفس الترتيب المضبوط ما رواه من أقوال وأفعال يسوع المسيح، وذلك لأنه لم يسمع من السيد المسيح فضلًا عن أنه لم يرافقه، ولكن بالتبعية كما قلت، التحق ببطرس الذي أخذ يصوغ تعاليم يسوع المسيح لتوائم حاجة المستمعين، وليس بعمل رواية وثيقة الصلة بيسوع وعن يسوع لأحاديثه".

وأهم مسألة شغلت الباحثين بخصوص هذا الإنجيل خاتمته، فإن خاتمة هذا الإنجيل (١٦/ ٩ - ٢٠) غير موجودة في المخطوطات القديمة المهمة كمخطوطة الفاتيكان والمخطوطة السينائية.

ويقول وليم باركلي: إن النهاية المشهورة - علاوة على عدم وجودها في النسخ الأصلية القديمة - فإن أسلوبها اللغوي يختلف عن بقية الإنجيل.


(١) محاضرات في النصرانية (٥٢).
(٢) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>