للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا: الساحر:

قال الأزهري: السحر عمل تقرب فيه إلى الشيطان وبمعونةٍ منه، كل ذلك الأمر كينونة للسحر، ومن السحر الأخذة التي تأخذ العين حتى يظن أن الأمر كما يرى، وليس الأصل على ما يرى (١).

وقال أيضًا: وأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره، فكأن الساحر لما أرى الباطل في صورة الحق، وخيل الشيء على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه، وقال الفراء في قوله تعالى {. . . فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} (المؤمنون: ٨٩): معناه فأنى تصرفون، ومثله: {فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} أفك وسحر سواء (٢). وسحَرهْ: بمعنى خدعه، وكذلك إذا علله (٣).

قال ابن قدامة: وهو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئًا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له (٤). وعن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال "اجتنبوا الموبقات: الشرك باللَّه، والسحر" (٥).

وقال الراغب وغيره: (السحر يطلق على معان: أحدها ما لطف ودق، ومنه سحرت الصبي خادعته واستملته، وكل من استمال شيئًا فقد سحره، ومنه إطلاق الشعراء سحر العيون لاستمالتها النفوس، وقول الأطباء: الطبيعة ساحرة، ومنه قوله تعالى {بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} (الحجر: ١٥) أي: مصرفون عن المعرفة، ومنه حديث: "إن من البيان لسحرًا" (٦). . . .، والثاني ما يقع بخداع وتخيلات لا حقيقة لها، نحو ما يفعله المشعوذ من


(١) لسان العرب (٣/ ١٩٥١، مادة - سحر).
(٢) المرجع السابق (٣/ ١٩٥٢).
(٣) الصحاح (٢/ ٥٨٤).
(٤) المغني (١٠/ ١١٣).
(٥) أخرجه البخاري (٥٧٦٤)، مسلم (٨٩).
(٦) أخرجه البخاري (٥٧٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>