للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القديم، للدلالة على غير اليهود، فمن هنا جاء هذا الخلط.

[الوجه الثاني: كلمة "أمي" في اللغة.]

١ - يقول ابن منظور: معنى الأمي المنسوب إلى ما عليه جَبَلَتْه، أمه أي لا يكتب فهو أمِّي؛ لأن الكتابة مكتسبة؛ فكأنه نسب إلى ما يولد عليه، أي على ما ولدته أمه عليه (١).

وقال الأزهري: قيل للذي لا يكتب ولا يقرأ أمي؛ لأنه على حيلته التي ولدته أمه عليها، والكتابة مكتسبة متعلمة، وكذلك القراءة من الكتاب (٢).

وقال الراغب الأصبهاني: الأمي هو الذي لا يكتب ولا يقرأ من كتاب، وعليه حمل قول تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} (٣).

٢ - أما ابن قتيبة فقد نسب كلمة أمي إلى أمة العرب، التي لم تكن تقرأ أو تكتب فقال:

قيل لمن لا يكتب أمي؛ لأنه نسب إلى أمة العرب، أي جماعتها ولم يكن من يكتب من العرب أي جماعتها، ولم يكن من يكتب من العرب إلا قليل من لا يكتب إلى الأمة (٤).

وفي المعجم الوجيز يوضح الفرق بين أمي وأممي فيقول: (الأميّ) هو الذي لا يقرأ ولا يكتب، و (الأميّة) مصدر صناعي بمعنى الجهل بالقراءة والكتابة، و (الأممي) هو من ليس من أهل الكتاب، وبذلك تكون (الأممية) مصدر صناعي بمعنى عدم الانتماء لملة أهل الكتاب يهود كانوا أم نصارى. وكما نرى فإن الفارق واضح هنا في المعنى، ولكن أهل الكتاب يصرون على أن الكلمتين بمعنى واحد وهذا خطأ! ! ونتساءل: من أين جاء لديهم هذا الخلط؟ !

ومما سلف نرى أن كلمة أمي تعني عند أئمة اللغة: الذي لا يقرأ ولا يكتب وليس كما يُدعى أن معناها غير الكتابي أو غير اليهودي.

الوجه الثالث: أما تفسير كلمة أمِّي عند أهل التفسير فإننا نراهم قد اتفقوا مع أهل اللغة حول معنى هذه الكلمة.


(١) لسان العرب لابن منظور ١٢/ ٣٤.
(٢) الزاهر للأزهري الهروي ١/ ١٠٩.
(٣) غريب القرآن، للراغب الأصبهاني (٢٨).
(٤) غريب الحديث، لابن قتيبة ١/ ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>