للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى المسيحية قبل موته.

ط- الحروب الصليبية: التي حملت الصليب شعارًا فظائعها لا تعد، وانتهاكها للمفهوم البشري كان في كل أرض مروا بها، حتى في بلاد أبناء دينهم (١).

من فظائعهم:

"وعندما احتمى بعض أهالي قيسارية بجامع المدينة لاحقهم الصليبيون وذبحوهم داخل الجامع عن آخرهم، دون أن يفرقوا بين الرجال والنساء والأطفال حتى تحول الجامع إلى بركة كبيرة من دماء قتلى المسلمين" (٢).

مذبحة بيت المقدس عام ١٠٩٩ م كانت لطخة عار في تاريخ الحملة الصليبية الأولى، باعتراف المؤرخين الأوربيين (٣).

أحرق بلدوين جامع الفرما ومساجدها (٤). ويقول لوبون: "في مسجد عمر وحده في القدس ذبح عشرة آلاف مسلم" (٥).

يذكر ابن العديم عن إحدى الحملات الصليبية: أن الصليبيين أتوا في تلك الغزوة مساوئ كثيرة: "فنبشوا قبور موتى المسلمين، وأخذوا توابيتهم إلى الخيم، وجعلوها أوعية لطعامهم، وسلبوا الأكفان، وعمدوا إلى من كان من الموتى لم تنقطع أوصاله فربطوا في أرجلهم الحبال وسحبوهم مقابل المسلمين، وجعلوا يقولون: هذا نبيكم محمد، وآخر يقول: هذا عليكم، وأخذوا مصحفًا من المشاهد بظاهر حلب، وقالوا: يا مسلم أبصر كتابكم" (٦).

ارتكب قواد الحملات (وخاصة لويس السابع وزوجته اليانور وريموند دي بواتيه)


(١) أفضل مرجع للحروب الصليبية مع تحليل عميق عليها كتاب: الحركة الصليبية. د/ سعيد عبد الفتاح عاشور.
(٢) الحركة الصليبية ١/ ٢٩٤.
(٣) P.٢٨٧,١,Gunciman: op.cit
(٤) الحركة الصليبية صـ ٣٢٩.
(٥) حضارة العرب صـ ٣٢٦.
(٦) الحركة الصليبية ١/ ٥٢٤، عن: ابن العديم زبدة الحلب صـ ٦٤٥، والنص منقول حرفيًا كما هو.

<<  <  ج: ص:  >  >>