للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا اختفت معظم هذه الأناجيل ولم يصل منها سوى إنجيل برنابا والإنجيل الأغنسطي وإنجيل الطفولية وإنجيل يعقوب، وثلاث قصاصات من إنجيل مريم وبعض شرائح لاتينية وإغريقية وقبطية من إنجيل برثولماوس وإنجيل نيقوديموس، كما عثر أخيرًا في نجع حمادي بمصر على مقتطفات من إنجيل بطرس وكتاب أعمال يوحنا.

ولعل أهم ما وجد في نجع حمادي مائة وأربعة عشر قولًا منسوبًا للمسيح في إنجيل توما الذي يختلف أسلوبه عن الأناجيل الأربعة، إذ لم يسرد قصة المسيح، بل نقل أقواله، ويرجع المحقق كويستر هذا الإنجيل إلى منتصف القرن الأوّل الميلادي، وأرجعه كيسيبل إلى ١٤٠ م.

وعثر أيضًا على إنجيل "الحقيقة" والذي اعتبره ايرينوس (١٨٠ م) إنجيلًا مزورًا. (١)

خامسًا: الأدلة التاريخية على وجود هذه الأناجيل.

وقد ينازع قوم في الإثبات التاريخي لهذه الأناجيل، وللتأكيد على وجود هذه الأناجيل في القرن الأوّل وحتى قبل كتابة الإنجيليين الأربعة لأناجيلهم نتذكر ما سطره لوقا في مقدمته "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا. . رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبعت كل شيء من الأوّل بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمتَ به" (لوقا ١/ ١ - ٤)، فقد كان بين يديه مجموعة كبيرة من الأناجيل، لا يعلم عددها إلا الله.

وقد استشهد كل من كليمنت الرومي (٩٧ م) وبوليكارب (١١٢ م) بأقوال للمسيح في صيغ مستقلة غير موجودة في الأناجيل الأربعة.

وقد جمع فابري سيوس ما تبقى من هذه الأناجيل، وطبعها في ثلاثة مجلدات. (٢)

سادسًا: وأخيرًا ملاحظات:

وبادئ ذي بدء فإن المحققين سجلوا حول هذه الأناجيل ملاحظات.


(١) هل العهد الجديد كلمة الله (٩٥)
(٢) هل العهد الجديد كلمة الله (٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>