للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الثالث: لماذا لم يُحرم الإسلام الرق تحريمًا قطعيَّا، كتحريمه للخمر؟

الوجه الرابع عشر: الأرقاء المعاصرون قد يصلون إلى حالة أسوأ من الأرقاء الغابرين.

الوجه الخامس عشر: الرق في الكتاب المقدس.

وإليك التفصيل:

[الوجه الأول: تعريف الرق.]

١ - الِاسْتِرْقَاقُ لُغَةً: الإِدْخَال فِي الرِّقِّ، وَالرِّقُّ: كَوْنُ الآدَمِيِّ مَمْلُوكًا مُسْتَعْبَدًا. (١)

وَلَا يَخْرُجُ الِاسْتِعْمَال الْفِقْهِيُّ عَنْ ذَلِكَ.

فالرق في اللغة الضعف ومنه رقة القلب، والعتق ضده؛ لأنه قوة حكمية.

فالرقيق هو المملوك كُلًا أو بعضًا، والقن: هو المملوك كُلًا، والرق: ضعف حكمي يصير الشخص به عرضة للتملك والابتذال.

والملك: عبارة عن المطلق الحاجر؛ أي المطلق للتصرف لمن قام به الملك الحاجر عن التصرف لغير من قام به.

وقد يوجد الرق ولا ملك ثمة: كما في الكافر الحربي في دار الحرب والمستأمن في دار الإسلام، لأنهم خلقوا أرقاء جزاء للكفر، ولكن لا ملك لأحد عليهم، وقد يوجد الملك ولا رق كما في العروض والبهائم؛ لأن الرق مختص ببني آدم، وقد يجتمعان كالعبد المشتري. (٢)

٢ - الأَسْرُ هُوَ: الشَّدُّ بِالإِسَارِ، وَالإِسَارُ: مَا يُشَدُّ بِهِ، وَقَدْ يُطْلَقُ الأَسْرُ عَلَى الأَخْذِ ذَاتِهِ. وَالسَّبْيُ هُوَ: الأَسْرُ أَيْضًا، وَلَكَنْ يَغْلِبُ إِطْلَاقُ السَّبْي عَلَى أَخْذِ النِّسَاءِ وَالذَّرَارِيِّ. وَالأَسْرُ وَالسَّبْيُ مَرْحَلَةٌ مُتَقَدِّمَةٌ عَلَى الِاسْتِرْقَاقِ فِي الجُمْلَةِ، وَقَدْ يَتْبَعُهَا اسْتِرْقَاق أَوْ لَا يَتْبَعُهَا، إِذْ قَدْ يُؤْخَذُ المُحَارِبُ، ثُمَّ يُمَنُّ عَلَيْهِ، أَوْ يُفْدَى، أَوْ يُقْتَل وَلَا يُسْتَرَقُّ. (٣)


(١) لسان العرب مادة: (ر ق ق).
(٢) الكليات لأبى البقاء الكفومي (١/ ٧٥٠).
(٣) لسان العرب، وتاج العروس: مادة (رق) و (أسر) و (سبى)، والمغني (٨/ ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>