للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يُحمد من الإرهاب وما يُذم (١)

تتهم العديد من الأوساط الغربية المسلمين بالإرهاب والعنف والتطرف، بل أصبح عند كثير منهم صفة لازمة للإسلام زعمًا منهم أن تعاليم الإسلام تحض على ذلك، وتوجه المسلمين إلى سلوك هذا الطريق، وهذا بعيد تمامًا عن حقائق الإسلام وتعاليمه.

والمتأمل في أقوال علماء المسلمين يجد أن الإرهاب في الشريعة الإسلامية ينقسم إلى نوعين:

الأول: الإرهاب المحمود أو الإرهاب بحق للخير.

الثاني: الإرهاب المذموم أو الإرهاب الظالم المتجاوز للحدود.

[الأول: الإرهاب المحمود]

الإرهاب المحمود هو الشرعي لدى الإسلام. وبهذا المعنى المحمود المشروع استعملت الكلمة في القرآن، كما في قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ}، فالمراد بهذه القوة السلاح، كما قال عقبة بن عامر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، وهو على المنبر، : "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، الا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي".

[تفسير العلماء]

وقد قام العلماء المفسرون، من القدامى والمحدثين، بتفسير هذه الآية بما يأتي:

قال الطبري: وأعدوا لهؤلاء الذين كفروا الذين بينكم وبينهم عهد إذا خفتم خيانتهم وغدرهم أيها المؤمنون بالله ورسوله ما استطعتم من قوة تخيفون بذلك عدو الله وعدوكم من المشركين (٢).

قال الجصاص: أمر الله المؤمنين في هذه الآية بإعداد السلاح والكراع قبل وقت القتال إرهابا للعدو (٣).


(١) انظر: الجذور التاريخية لحقيقة الغلو والتطرف والإرهاب. د. على الشبل.
(٢) تفسير الطبري ٦/ ٢٧٤.
(٣) أحكام القرآن ٤/ ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>