للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالرب يسمع دعاء المساكين، لذا فهو يستحق المزيد من الحمد والتسبيح.

وقد يشكل على القارئ الكريم قوله: "١٣ أَمَّا أَنَا فَلَكَ صَلَاتِي يَا رَبُّ فِي وَقْتِ رِضًى. يَا الله، بِكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ اسْتَجِبْ لِي، بِحَقِّ خَلَاصِكَ .... "، فيرى -خطئًا- أن هذا السائل المستغيث هو المسيح، وهذا فهم خاطئ، إذ السائل هنا يستغيث مستشفعًا بما سبق من صلوات له زمن صحبته للمسيح، ويشفعها بطلب الرحمات من الله الرحيم كثير الرحمات، وهو الحبل الوحيد الذي يتشبث به الغريق، ولو كان خائنًا فاجرًا.

أما المسيح عليه السلام فكان في دعائه المستجاب يستشفع بكماله وصلاحه وعبادته لله، ومنه قوله: "اقْضِ لِي يَا رَبُّ كَحَقِّي وَمِثْلَ كَمَالِي الَّذِي فِيَّ." (المزمور ٧/ ٨).

ومثله في المزمور الواحد والأربعين "١٢ أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي دَعَمْتَني، وَأَقمْتَنِي قُدَّامَكَ إِلَى الأَبَدِ. ١٣ مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. آمِينَ فآمِينَ." (المزمور ٤١/- ١٢ - ١٣).

وقد أوضحته المزامير في مواضع، منها قوله: "أَذْلَلْتُ بِالصَّوْمِ نَفْسِي، وَصَلَاتِي إِلَى حِضْنِي تَرْجعُ." (المزمور ٣٥/ ١٣)، وفي المزمور الواحد والتسعين" "لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِس أُنجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. ١٥ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقْ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ" (المزمور ٩١/ ١٤ - ١٥).

وكذا في المزمور العشرين اعتمد المسيح واتكل على صالح عمله وبره لله "١ لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ. لِيَرْفَعْكَ اسْمُ إِلهِ يَعْقُوبَ. ٢ لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْنًا مِنْ قُدْسِهِ، وَمِنْ صِهْيَوْنَ لِيَعْضُدْكَ. ٣ لِيَذْكُرْ كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ، وَيَسْتَسْمِنْ مُحْرَقَاتِكَ." (المزمور ٢٠/ ٣).

سابعًا: المزمور الخامس والثلاثون (نبوءة بعَودِ المؤامرة على أصحابها).

وهذا المزمور شاهد آخر يتحدث عن المسيح، فقد اقتبس منه يوحنا في إنجيله، حين قال: "وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ رَأَوْا وَأَبْغَضُونِي أَنَا وَأَبِي. ٢٥ لكِنْ لِكَيْ تَتِمَّ الْكَلِمَةُ الْمُكْتُوبَةُ فِي نَامُوسِهِمْ: إِنَّهُمْ أَبْغَضُونِي بِلَا سَبَبٍ." (يوحنا ١٥/ ٢٤ - ٢٥)، وهذا الاقتباس من الفقرة السابعة من المزمور، وفيها: "٧ لأَنَّهُمْ بِلَا سبب أخفوا لِي هُوَّةَ شَبَكَتِهِمْ"، فهو متحدث عن

<<  <  ج: ص:  >  >>