دست فيها دسًا من وراء ستار من الأسماء والظروف الإنجيلية الحقيقية. (١)
ثانيًا: نظرة تاريخية في الأناجيل غير القانونية.
رأينا كيف اعترفت الكنيسة بأربعة أناجيل، وأنها رفضت عددًا كبيرًا من الأناجيل والكتب التي ألفها الجيل الأوّل من المسيحيين، وأوصلها صاحب كتاب اكسيهومو (١٨١٠ م) إلى أربعة وسبعين كتابًا، وعدّدها، فذكر أن منها ما هو منسوب لعيسى وأمه، وللحواريين، ومنها ما هو منسوب للإنجيليين الأربعة، وبعض الباحثين يصل بعدد الأناجيل إلى ما يربو على المائة كتاب، ومنها ما هو منسوب لجماعات مسيحية قديمة كإنجيل المصريين والناصريين.
وقد سميت بعض هذه الكتب أناجيل كإنجيل بطرس وإندرياه ويعقوب وميتاه (متى) وإنجيل المصريين لمرقس وبرنابا، وعددت دائرة المعارف الأمريكية أسماء ستة وعشرين إنجيلًا لا تعترف بهم الكنيسة رغم نسبتهم إلى المسيح وكبار حوارييه.
وقد كانت بعض هذه الكتابات والأناجيل متداولة لدى عدد من الفرق المسيحية القديمة، وظلت متداولة إلى القرن الرابع الميلادي.
وفي مجمع نيقية ٣٢٥ م أمرت الكنيسة باعتماد الأناجيل الأربعة ورفض ما سواها، من غير أن تقدم مبررًا لرفض تلك الأناجيل سوى مخالفتها لما تم الاتفاق عليه في المجمع، وفي ذلك يقول العالم الألماني تولستوي في مقدمة إنجيله الخاص الذي وضع فيه ما يعتقد صحته:"لا ندري السر في اختيار الكنيسة هذا العدد من الكتب وتفضيلها إياه على غيره، واعتباره مقدسًا منزلًا دون سواه مع كون جميع الأشخاص الذين كتبوها في نظرها رجال قديسون. . . ويا ليت الكنيسة عند اختيارها لتلك الكتب أوضحت للناس هذا التفضيل. . . إن الكنيسة أخطأت خطأ لا يغتفر في اختيارها بعض الكتب ورفضها الأخرى واجتهادها. .".
وأمرت الكنيسة بحرق جميع هذه الأناجيل لما فيها من مخالفات للعقيدة الكنسية،
(١) الأدلة الكتابية على فساد النصرانية (٢٣٨)، أصول المسيحية كما يصورها الإِسلام (١٥٧ - ١٥٨)، ماذا تعرف عن المسيحية (٨٧).