وهذه كلمة قالها القس شنودة الثالث - كتاب التسامح في الحضارة الإِسلامية - ص:(٢٥ - ٣١) حول سماحة الإسلام ألقاها في القاهرة في المؤتمر العام السادس عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية في الفترة من ٨ - ١١ ربيع الأول سنة ١٤٢٥ هـ الموافق ٢٨ إبريل - ١ مايو ٢٠٠٤ م، وكان موضوع المؤتمر:(التسامح في الحضارة الإسلامية):
الأستاذ الدكتور/ عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء. الإمام الأكبر الدكتور/ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر. باسم الإله الواحد الذي نعبده جميعًا، نظرة الإسلام إلى السلام: يكفي أن السلام هو اسم من أسماء الله، وقد ورد في سورة الحشر:{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ}[الحشر: ٢٣]، وورد في سورة البقرة:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}[البقرة: ٢٠٨]، وفي سورة النساء:{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}[النساء: ٩٤] أول مرحلة من السلام كانت في تاريخ الإسلام هي العهود والمواثيق الشهيرة، لعل في مقدمتها الميثاق الذي أُعطي لنصارى نجران، والميثاق الذي أعطي لقبيلة تغلب، ووصية الخليفة أبي بكر الصديق لأسامة بن زيد، والوصية التي قدمها الخليفة عمر بن الخطاب قبل موته، والميثاق الذي أعطاه خالد بن الوليد لأهل دمشق، والميثاق الذي أعطاه عمرو بن العاص لأقباط مصر. وفي هذه الواثيق أمَّن المسيحيين على كنائسهم، وصوامعهم، ورهبانيتهم، وأملاكهم، وأرواحهم.
ونذكر هنا في مصر أنه عندما أتى عمرو بن العاص إلى مصر كان البابا القبطي بنيامين منفيًا ثلاثة عشر عامًا بعيدًا عن كرسيه، فأمَّنه عمرو بن العاص وأعاده إلى كرسيه وأسلمهُ كنائسه التي أخذها منه الروم، وعاش معه في سلام.