للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحمله من صور للجمع لا دليل عليها.

لذا فإن الفيلسوف الناقد اليهودي اسبينوزا صدق وهو يقول عن التوراة، وينطبق حديثه على العهد الجديد: "فإذا ظن أحد أني أتحدث بطريقة عامة جدًّا دون أساس كاف، فإني أرجو أن يكلف نفسه العناء، ويدلنا على ترتيب يقين لهذه الروايات يستطيع المؤرخون اتباعه في كتاباتهم للأخبار دون الوقوع في خطأ جسيم، وعلى المرء في أثناء محاولته تفسير الروايات والتوفيق أن يراعي العبارات والأساليب، وطرق الوصل في الكلام، ويشرحها بحيث نستطيع طبقًا لهذا الشرح أن نقلدها في كتاباتنا, ولسوف أنحني مقدمًا في خشوع لمن يستطيع القيام بهذه المهمة، وإني على استعداد لأن أشبهه (بأبوللو) نفسه.

على أني أعترف بأني لم أستطع أن أجد من يقوم بهذه المحاولة، على الرغم من طول بحثي عنه، ومع أني مشبع منذ طفولتي بالآراء الشائعة عن الكتاب القدس، فقد كان من المستحيل ألا أنتهي إلى ما انتهيت إليه. وعلى آية حال فليس هناك ما يدعونا إلى أن نعطل القاري هنا، وأن نعرض عليه في صورة تحد أن يقوم بمحاولة ميئوس منها" (١).

[اعترافات بتناقضات الأناجيل]

وقليلون هم الذين يعترفون بالحقيقة، ومنهم محررو مجلة "الحقيقة المجردة (الناصعة) "النصرانية والتي يقول عدد يوليو ١٩٧٥ م منها: "هناك ادعاءات كثيرة لتناقضات في الكتاب القدس لم يستطع العلماء حلها حتى الآن، وفيها ما يسر كل كافر ملحد، فهناك بعض الصعوبات النصية التي ما زال العلماء يتصارعون معها إلى يومنا هذا, ولا ينكر هذه الحقيقة إلا من كان جاهلًا بالكتاب المقدس".

ومثلهم يقول مفسرو الترجمة المسكونية للتوراة عن الأناجيل بأنها "صورة لأدب غير مترابط، مفتقر هيكله إلى حسن التتابع ... يبدو أن ما فيه من تضاد غير قابل للتذليل". (٢)


(١) انظر: الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف، يحيى ربيع، ص (٣٢٥).
(٢) هل الكتاب المقدس كلمة الله؟ لأحمد ديدات (٧٧)، الثوراة والإنجيل والقرآن والعلم (٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>