للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال - صلى الله عليه وسلم -: "وُلدت من نكاح لا من سفاح" (١).

وإننا نعيب أولًا على أخت ورقة، فإن عبد الله كان مشركًا ليس لديه دين يُوضح حرمة الزنا، وكان الزنا معلنًا به عند أصحاب الرايات.

[شبهة: دور أم أيمن في نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -.]

[نص الشبهة]

أم أيمن واسمها بركة، وهي حبشية مسيحية، وهي حاضنة محمد، لها دور في تنصير محمد "فكان محمد طفلًا في حضانة مسيحية".

[الرد على الشبهة]

١ - التعريف بأم أيمن:

أم أيمن الحبشية، مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحاضنته، ورثها من أبيه، ثم أعتقها، اسمها: بركة. وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي، فولدت له: أيمن. ولأيمن هجرة وجهاد، استشهد يوم حنين. ثم تزوجها زيد بن حارثة ليالي بعث النبي - صلى الله عليه وسلم -، فولدت له أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَجْعَلُ للنبي - صلى الله عليه وسلم - النَّخَلَاتِ حَتَّى افْتَتَحَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرَ، وَإِنَّ أَهْلِي أَمَرُونِي أَنْ آتِىَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْأَلَهُ الَّذِينَ كَانُوا أَعْطَوْهُ أَوْ بَعْضَهُ. وَكَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَعْطَاهُ أُمَّ أَيْمَنَ، فَجَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ في عنقي تَقُولُ: كَلَّا والذي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَا يُعْطِيكَهُمْ وَقَدْ أَعْطَانِيهَا، أَوْ كَمَا قَالَتْ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ "لَكِ كَذَا" وَتَقُولُ كَلَّا وَالله،


(١) السيرة النبوية ١/ ٢٠٤، وحديث (خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبى وأمي فأنا خيركم نفسًا وخيركم أبًا) رواه الحاكم في تاريخه، والبيهقي في الدلائل وضعفه، والديلمي، وابن عساكر عن أنس).
وأخرجه البيهقي في الدلائل (١/ ١٧٤) وقال: تفرد به أبو محمد عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، وله عن مالك وغيره أفراد لم يتابع عليها، وابن عساكر (٣/ ٤٧)، وقال ابن كثير في البداية والنهاية (٢/ ٢٥٥): حديث غريب جدًّا من حديث مالك تفرد به القدامي وهو ضعيف، وقد ضعفه الذهبي في الميزان (٢/ ٤٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>