للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المهلب: وفيه بركة أعمال الخير، وأن بعضها يفتح بعضًا، ويعين على بعض؛ ألا ترى أن بركة الصيام، ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة. (١)

وقال الزين بن المنير: أي فيعم خيره وبره من هو بصفة الفقر والحاجة، ومن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر مما يعم الغيث الناشئة عن الريح المرسلة" (٢).

وقال ابن رجب: قال الشافعي: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم. (٣)

٢ - كان ابن عمر -رضي اللَّه عنه- يصوم، ولا يفطر إلَّا مع المساكين، فإذا منعهم أهله عنه، لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه، أخذ نصيبه من الطعام وقام، فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجِفْنَةِ، فيصبح صائمًا ولم يأكل شيئًا (٤).

٣ - يقول يونس بن يزيد: كان ابن شهاب إذا دخل رمضان، فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام (٥).

٤ - كان حماد بن أبي سليمان يفطِّر في شهر رمضان خمسَ مائة إنسان، وإنه كان يعطيهم بعد العيد لكل واحد مائة درهم (٦).

رابعًا: التقليل من الطعام:

١ - قال إبراهيم بن أبي أيوب: كان محمد بن عمرو الغزي يأكل في شهر رمضان أكلتين (٧).


(١) شرح صحيح البخاري لابن بطال (٤/ ٢٢ - ٢٣).
(٢) فتح الباري (٤/ ١١٦).
(٣) لطائف المعارف (١٨٣).
(٤) المرجع السابق.
(٥) التمهيد لابن عبد البر (٦/ ١١١).
(٦) سير أعلام النبلاء (٥/ ٢٣٤).
(٧) المرجع السابق (١١/ ٤٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>