٢ - ثم إن الصورة تغاير الذات، وصورة الله هنا تعني "نائبه في إبلاغ شريعته".
٣ - كما قال بولس في موضع آخر عن الرجل:"فَإِنَّ الرَّجُلَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ الله وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا المْرأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ."(كورنثوس ١١/ ٧)، ومعناه أن الله أناب الرجل في سلطانه على المرأة.
٤ - كما أن كون المسيح على صورة الله لا يمكن أن يستدل به على ألوهيته، فإن آدم - وفق الكتاب المقدس - يشارك الله في هذه الصورة، فقد جاء في سفر التكوين عن خلقه:"وَقَال الله: "نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، ... فَخَلَقَ الله الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ الله خَلَقَهُ." (التكوين ١/ ٢٦ - ٢٧).
٥ - فإن أصر النصارى على الجمع بين الصورة وألوهية المسيح؛ فإن في الأسفار ما يخطئهم، فقد جاء في إشعيا "اِجْتَمِعُوا يَا كُلَّ الأُمَمِ مَعًا ... لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي ... قَبْلي لَمْ يُصَوَّرْ إِلهٌ وَبَعْدِي لَا يَكُونُ. أَنَا أَنَا الرَّبُّ، وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ." (إشعيا ٤٣/ ٩ - ١١).
٤ - السجود للمسيح: وتتحدث الأناجيل عن سجود بعض معاصري المسيح له، ويرون في سجودهم له دليل ألوهيته واستحقاقه للعبادة. فقد سجد له أب الفتاة النازفة "وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهذَا، إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ" (متى ٩/ ١٨). كما سجد له الأبرص "إذا أبرص قد جاء وسجد له" (متى ٨/ ٢)، وسجد له المجوس في طفولته "فخروا وسجدوا له، ثم فتحوا كنوزهم" (متى ٢/ ١١).
فيما رفض بطرس سجود كرنيليوس له، وقال له: "قم أنا أيضًا إنسان" (أعمال ١٠/ ٢٥)، فقد اعتبر السجود نوعًا من العبادة لا ينبغي إلا لله، وعليه يرى النصارى في رضا المسيح بالسجود له دليلًا على أنه كان إلهًا.
ولا ريب أن السجود مظهر من مظاهر العبادة.
والجواب من وجوه:
١ - أن السجود لا يعني بالضرورة: أن كل سجود عبادة، فمن السجود ما هو