للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن من معجزات هذا النبي الأمي أن هذا هو عين ما قاله علماء الكتاب المقدس في دائرة المعارف البريطانية: (لقد أصبح من الواضح أن هذه الأسفار لا تحتوي كل الصدق، وأن ليس كل ما تحتويه هذه الأسفار بصادق).

أليس هذا هو مجمل حديث خاتم النبيين: لا تصدقوهم ولا تكذبوهم. (١)

الوجه السابع: ذم أهل الكتاب لا يقدح في أنبيائهم.

قال ابن القيم: ماذا على الرسل الكرام من معاصي أممهم وأتباعهم؟ وهل يقدح ذلك شيئًا في نبوتهم أو يغير وجه رسالتهم؟ وهل سلم من الذنوب على اختلاف أنواعها وأجناسها إلا الرسل صلوات الله وسلامه عليهم؟ وهل يجوز رد رسالتهم وتكذيبهم بمعصية بعض أتباعهم لهم؟ وهل هذا إلا من أقبح التعنت؟ وهو بمنزلة رجل مريض دعاه طبيب ناصح إلى سبب ينال به غاية عافيته، فقال: لو كنت طبيبًا لم يكن فلان وفلان وفلان مرضى، وهل يلزم الرسل أن يشفوا جميع المرضى بحيث لا يبقى في العالم مريض؟ هل تعنت أحد من الناس للرسل بمثل هذا التعنت؟ (٢)

[المبحث الثاني الرد التفصيلي على بعض الشبهات التي أثارها أهل الكتاب فما إثبات صدق كتابهم من خلال ثناء القران على التوراة والإنجيل.]

وقبل عرض هذا المبحث نقرر مسألتين:

الأولى - إن كل شبهة سنعرضها يدخل تحتها آيات كثر سنكتفي بذكر آية منها (٣).

الثانية - يدخل في ثنايا الرد على كل شبهة من هذه الشبه - الآتي ذكرها - بعض من الردود الإجمالية التي مضت.

الشبهة الأولى: قالوا: إننا نجد في (القرآن الكريم) آيات تشهد بصدق التوراة والإنجيل - كما هما اليوم - وتؤكد أن الكتابين لم يصابا بتحريف، ولا تزييف.


(١) القرآن لا يشهد لتوراة اليهود؛ أحمد عبد الوهاب (٦٠) صلاح عبد الفتاح الخالدي (٩٦: ٩٧).
(٢) هداية الحيارى (٢١٦).
(٣) ذكرنا ذلك حتى لا يظن القاريء أننا تركنا آيات لم يرد عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>