للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل فريق منهم الآخر، وحيث تعارض الدليلان، فلا اعتبار لهما. فلا كفارة على ذلك ولا فداء.

[سادسا: عقيدة الفداء لا يقبلها العقل]

(أ) التفكير في الشر دون وقوعه لا يوجب العقاب.

فمجرد وجود الوازع إلى الشر في نفس الإنسان، بدون الوقوع فيه لا يوجب حكما بالمعصية، إنما المعصية هي الوقوع الفعلي فيها. ولقد جاء المسيح والعالم لا تزال فيه هذه الغريزة، ومضى المسيح والجنس البشري أشد شرًا مما كان.

(ب) لا يعذب الله ذاته:

إن الله لا يخلق لذاته العذاب الذي أعد للعاصين من عباده، فلقد خلق الله المحسن والمسئ، وأوجد الصالح والطالح، وأعد لأحدهما الثواب وللآخر العقاب، أم كان يجهل الله طبيعة خلقه، وأنه ما كان يقصد أنه يخلق فيهم الشر، وأنه فوجئ بالمعصية "٦ فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. ٧ فَقَال الرَّبُّ: "أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ"." (سفر التكوين ٦/ ٦ - ٧).

(ج) لا ينقسم الله على ذاته:

قال المسيح للفريسيين حين زعموا أنه يخرج الشياطين بوساطة (بِعَلْذَبُول) رئيسهم "٢٦ فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَانَ فَقَدِ انْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ." (متى ١٢/ ٢٦). ونقول نحن أيضًا" إن كان الله يصلب ويهين الله فقد انقسم على ذاته".

(د) هل يخطئ الإنسان فيتعذب خالقه؟

وإذا فرضنا أن الإنسان قد أخطأ لأنه ورث عن آدم المعصية، فما ذنب الله تعالى ليتعذب، ويهان، ويشتم، ويتفل عليه، ويتهكم به الناس، ويضرب، ويصلب، ويقتل قتلة الأشرار المجرمين؟ ! .

(هـ) هل فدى الله آدم ببعض آدم؟

وإذا قيل إن الله لم يتعذب، بل الذي تعذب هو ناسوت المسيح، قلنا إما أن يكون ناسوت المسيح جزءا من الله فيكون العذاب قد وقع على الله كما قدمنا، وهو غير جائز

<<  <  ج: ص:  >  >>