[٥ - شبهة: حول نفي الشفاعة.]
[نص الشبهة]
قالوا: إن آيات القرآن الكريم تنفي الشفاعة مطلقًا، أو تجعلها بإذن الله أو تخصها بالله، فما هذا التعارض في ذكر أمر الشفاعة؟
والرد على هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول: ذكر معنى الشفاعة عند أهل اللغة.
الوجه الثاني: ثبوت الشفاعة بالقرآن الكريم.
الوجه الثالث: ذكر الآيات التي ظاهرها نفي الشفاعة، وتوجيهاتها.
الوجه الرابع: الرد على المستدل بإنكار الشفاعة بالجمع بين الآيات التي ظاهرها التعارض.
الوجه الخامس: ذكر الآيات التي تدل على أن الشفاعة بإذن الله ورضاه، لمن يشاء.
الوجه السادس: إثبات أن الشفاعة نوعان، وأن الإنسان يكون له نصيب من شفاعته سواء في الدنيا أو في الآخرة.
الوجه السابع: إثبات الشفاعة بالسنة الصحيحة.
الوجه الثامن: أصل عقيدة النصارى مبنية على الشفاعة "الفداء والصلب".
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: بيان معنى الشفاعة عند أهل اللغة.]
قال الفارسي: استشفعه: طلب منه الشفاعة أي قال له: كن لي شافعًا.
وفي التنزيل قول الله تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} [النساء: ٨٥].
والشفاعة بمعنى الدعاء أيضًا. والشفاعة: كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره. (١)
فالشفاعة: السعي والوساطة في حصول نفع أو دفع ضر سواء؛ كانت الوساطة بطلب
(١) لسان العرب (٨/ ١٨٣: ١٨٤) بتصرف.