وأرسل بولس إلى تيطس قائلًا:"١٢ حِينَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتيمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ، بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ. ١٣ جَهِّزْ زِينَاسَ النَّامُوسِيَّ وَأَبُلُّوسَ بِاجْتِهَادٍ لِلسَّفَرِ حَتَّى لَا يُعْوِزَهُمَا شَيْءٌ."(تيطس ٣/ ١٢ - ١٣)، ولعل القارئ لاحظ أن بولس - الملهم لكتابة هذا النص كما يدعي المؤمنون بقدسية رسائله - لا يدري من سيرسل من أصدقائه لاستدعاء تيطس إلى نيكوبوليس، حيث يقضي بولس فصل الشتاء.
وتتكرر المشاهد الشخصية في "رسالة فيلبي ٢/ ٢٦ - ٢٨، ٤/ ٢١ - ٢٢، كورنثوس (١) ١٦/ ٢٠)، فيلمون ١/ ٢١ - ٢٤)) فهل هذه العبارات من إلهام الله ووحيه؟ !
٢ - عبارات لا يمكن أن تكون وحيًا:
لو تتبعنا الأناجيل لما وجدنا ما يشعر بأن أصلا منها صادر من مُلهَم يكتب وحيًا، فمثلًا يقول لوقا: "٢٣ وَلمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ .. " (لوقا ٣/ ٢٣)، فلفظة "نحو" و "يظن" لا تصدران عن ملهم جازم بما يقول، وقد أزعجت هاتان العبارتان علماء الكنيسة، فحذفوهما من طبعة الكتاب المقدس المنقحة الإنجليزية.
ومثله لم يستطع يوحنا تقدير المسافة التي قطعها التلاميذ في البحر قبل أن يروا المسيح فقال: "١٩ فَلَمّا كَانُوا قَدْ جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَوْ ثَلَاثِينَ غَلْوَةً، نَظَرُوا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ مُقْتَرِبًا مِنَ السَّفِينَةِ، فَخَافُوا" (يوحنا ٦/ ١٩)، ولو كان يلهم ما يكتب من الوحي لما وقع في مثل هذا.