للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: لما أرادوا غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا فيه فقالوا والله ما نرى كيف نصنع أنجرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه قالت فلما اختلفوا أرسل الله عليهم السنة حتى والله ما من القوم من رجل إلا ذقنه في صدره نائما قالت ثم كلمهم من ناحية البيت لا يدرون من هو فقال اغسلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثيابه قالت فثاروا إليه فغسلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في قميصه يفاض عليه الماء والسدر ويدلكه الرجال بالقميص وكانت تقول لو استقبلت من الأمر ما استدبرت ما غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا نساؤه. (١)

[ثالثا: حالة الجسد الشريف بعد موته.]

قال علي بن أبي طالب: غسلت رسول الله فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئًا وكان طيبًا - صلى الله عليه وسلم - حيًا وميتًا. (٢) فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يدفن ثلاثة أيام ثم لما حانت ساعة تغسيله أنزل الله النعاس على صحابته، وسمعوا صوتًا يأمرهم أن يغسلوه بثيابه دون أن يكشفوه إكرامًا وتوقيرًا، ثم يتولى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - تدليك جسده الطاهر الشريف، فلا يجد منه ما يجد من الميت، بل يجد كل طيب من أطيب الطيبين".

[الوجه الثالث: نحن لا نعبد نبينا كما يعبد غيرنا أنبياهم.]

إننا معشر المسلمين لا نعبد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا نعتقد في ألوهيته، كما يعتقد النصارى في المسيح ابن مريم - عليه السلام -، حتى نتتبع إن كان جسده الشريف يتغير ويبلى بالوفاة أم لا ... بل نؤمن أنه عبد الله ورسوله، وإن كان سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، وقد حفظ الله تعالى نبيه العظيم حتى أتم رسالته، واكتملت شريعته، حتى أنزل سبحانه قوله {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} فلا يضير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء بعد


(١) أخرجه أحمد (٦ - ٢٦٧)، وأبو داود (٣١٤١)، وابن حبان في صحيحه (١٤ - ٥٩٦ - ٦٦٢٨)، والحاكم في المستدرك (٣ - ٦١). وحسنه الألباني في الإرواء (٣ - ١٦٢ - ٧٠٢).
(٢) الحاكم في المستدرك (١ - ٥١٥)، والبيهقي (٣/ ٣٨٨)، وصححه الألباني في أحكام الجنائز صـ (٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>