للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرضا النفسي الخفي، وتلك حالات نادرة لكنها غيرُ منعدمة، لكنَّ الضرب المباح أيضًا في الشريعة إنما يباح في مثل هذه الحالات، ولا يباح في كلِّ امرأة يقينًا. (١)

[الوجه الخامس: كيف يعالج الرجل نشوز المرأة.]

نريد أن نسأل القوم الذين يستكبرون مشروعية تأديب الناشز، ولا يستكبرون أن تنشز هي، وتترفع على زوجها، فتجعله -وهو رئيس البيت- مرءوسًا بل محتقرًا، وتصر على نشوزها، وتمشي على غُلَوائها، حتى إنَّها لا تلين لوعظه، ولا تستجيب لنصحه، ولا تبالي بإعراضه وهجره، تُرى كيف يعالجون هذا النشوز؟ وبم يشيرون على أزواجهن أن يعاملوهن به؟

هل من كرامة الرجل أن يُهرع إلى طلب محاكمة زوجته كلما نشزت؟

لقد أمر القرآن الكريم بالصبر والأناة، وبالوعظ، والإرشاد، ثم بالهجر في المضاجع، فإذا لم تنجح كل هذه الوسائل، فحينئذٍ يلجأ إلى الضرب غير الموجع (٢).

الوجه السادس: لماذا شرع اللَّه تعالى الضرب؟

إن مشروعية هذا التأديب لا يستنكرها عقل ولا فطرة، حتى نحتاج إلى تأويلها، فالضرب طريق من طرق العلاج، ينفع في بعض الحالات مع بعض النفوس الشاذة المتمردة، التي لا تفهم الحسنى، ولا ينفع معها الجميل، وإن من النساء، بل من الرجال من لا يقيمه إلا التأديب، ومن أجل ذلك وضعت العقوبات، وفتحت السجون.

يقول الشيخ الشعراوي: قد يقول بعض الناس. إن ضرب الزوج لزوجته معناه الكراهية، ونقول لهؤلاء! ألا يضرب الأب ابنه؛ . . أيكره الأب ابنه الذي هو قطعة منه؛ طبعًا لا. بل إنه لا يحب شيئًا في الدنيا أكثر من ابنه، ولكنه يريد مصلحته، وقد يسبب له ألمًا خفيفًا ليقيه من آلام كثيرة سيتعرض لها لو استمر في الطريق الخاطئ الذي يمشي فيه.

إن المجتمعاتِ الإسلاميةَ هي أقل المجتمعات إيذاء للنساء؛ لأن الشرع الحنيف يحضُّ الأب والزوج على الترفق بهن لضعفهن وقلة حيلتهن، أما في أوربا وأمريكا فإن الأزواج


(١) مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة صـ ١١٠: ١٠٩.
(٢) عودة الحجاب ٢/ ٤٦٩ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>