للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينما لم ترد مشتقات مادة (رهب) كثيرًا في الحديث النبوي ولعل أشهر ما ورد هو لفظ (رهبة) في حديث الدعاء: "رغبة ورهبة إليك". (١) ويلاحظ أيضًا أن القرآن والحديث قد اشتملا على بعض الكلمات التي تتضمن الإرهاب والعنف، بمعنى استخدام القوة أو التهديد لتحقيق أهداف معينة، ومن هذه المفاهيم: العقاب والقتل والبغي والعدوان والجهاد ... إلخ.

وقال ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة" (٢) مادة (رهب): الراء والهاء والباء أصلان أحدهما يدل على الخوف، والآخر على دقة وخفة.

فالأول الرَّهبة: تقول رهِبت الشيء رُهبًا ورهبة. والترهيب التعبد. ومن الباب الإرهاب وهو قَدْع الإبل من الحوض وذيادُها.

قال ابن منظور: رهب بالكسر يرهب رهبة ورهبًا بالضم ورهبًا بالتحريك أي: خاف، ورهب الشيء رهبًا ورهبًا ورهبة أي: خافه، وترهب غيره إذا توعده، وأرهبه ورهبه واسترهبه أي: أخافه وفزعه، وترهب الرجل إذا صار راهبًا يخشى الله.

وأصل الرهبانية من الرهبة، قال ابن الأثير: وأصلها أي الرهبانية من الرهبة الخوف.

تعريف الإرهاب اصطلاحًا:

وقد عرَّف علماء المسلمين المعاصرين عند اجتماعهم في الدورة السادسة عشر للمجمع الفقهي الإسلامي التي عقدتها رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في شهر يناير ٢٠٠٢ م ونشر في رسالة الرابطة إلى الشعب الأمريكي قائلين: "الإرهاب هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول، بغيًّا على الإنسان ودينه، ودمه، وعقله، وماله بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبيل وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد، يقع تنفيذًّا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس


(١) البخاري (٢٤٤)، مسلم (٢٧١٠).
(٢) لسان العرب مادة (رهب).

<<  <  ج: ص:  >  >>