للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن عباس - رضي الله عنه - ومجاهد وقتادة والسدي: أقبل يعقوب عليه السلام من حران يريد بيت المقدس حين هرب من أخيه عيصو، وكان رجلًا بطشًا قويًا، فلقيه ملك فظن يعقوب أنه لص فعالجه أن يصرعه، فغمز الملك فخذ يعقوب عليه السلام ثم صعد الملك إلى السماء ويعقوب ينظر إليه فهاج عليه عرق النسا، ولقي من ذلك بلًاء شديدًا، فكان لا ينام الليل من الوجع ويبيت وله زقاء أي صياح، فحلف يعقوب عليه السلام إن شفاه الله عز وجل ألا يأكل عرقًا، ولا يأكل طعاما فيه عرق فحرمها على نفسه، فجعل بنوه يتبعون بعد ذلك العروق فيخرجونها من اللحم. وكان سبب غمز الملك ليعقوب أنه كان نذر إن وهب الله له اثني عشر ولدًا، وأتى بيت المقدس صحيحًا أن يذبح آخرهم (١).

وعن عبد الملك بن عمير قال: قال الحجاج لطبيبه تياذوق صف لي شيئًا أعمل عليه فإني أظن أني أفارقك سريعًا، قال: احفظ عني خلالًا لا تشربن دواء من غير وجع، ولا تأكلن على شبع، ولا تأكلن بشهوة عين، ولا تأكلن فاكهة مولية، ولا تأكلن من اللحم إلا طريًا، ولا تلبس إلا نقيًا، ولا تنكحن إلا فتيًا، واشرب من ألبان الإبل فإنها تعضد القلب، وأما السويق فسمنة وأدم النظر إلى الخضرة فإن ذلك يجلو البصر وأما العسل فشفاء يجثم على فم المعدة فيقذف الداء (٢).

[الوجه السابع: الطب يؤكد الحقيقة النبوية.]

إن الطب شاهد بصحة هذا الحديث إليك الآن تجربة علمية أثبتت إمكانية علاج مرض الاستسقاء بالإفراز البولي للإبل، ففي الخرطوم قام أجرت كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة بالسودان عن استخدامات قبيلة البطانة في شرق السودان (بول الإبل) في علاج بعض الأمراض حيث إنهم يستخدمونه شرابًا لعلاج مرض (الاستسقاء) والحميات والجروح، وقد


(١) تفسير القرطبي (٤/ ١٣٤).
(٢) المجالسة وجواهر العلم للدنيوري (١٩٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>