للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٢ - شبهة: النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمص لسان الحسن والحسين.]

[نص الشبهة]

يقولون: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمص لسان الحسن والحسين - رضي الله عنهما -، وهذا فيه من الشهوانية ما فيه.

والرد علي ذلك من وجوه:

الوجه الأول: المعنى الإجمالي للحديث.

الوجه الثاي: الحديث من مناقب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الوجه الثالث: كل إنسان يرى الناس بعين طبعه.

الوجه الرابع: الرد من الكتاب المقدس.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: المعنى الاجمالي للعديث.]

عن معاوية - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَمُصُّ لِسَانَهُ أَوْ قَالَ شَفَتَهُ يَعْني الحسَنَ بْنَ عَليٍّ، وَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ لِسَانٌ أَوْ شَفَتَانِ مَصَّهُمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. (١)

أولًا: ليس في الحديث أية إشارة على أن هذا الفعل كان لشهوة أو كما يدعي هؤلاء.

وما يوضح هذا الحديث حديث آخر فيه نفس الفعلة من النبي - صلى الله عليه وسلم - لسبطيه رضوان الله عنهما: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لا أزال أحب هذا الرجل بعدما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ما يصنع، رأيت الحسن في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يدخل أصابعه في لحية النبي - صلى الله عليه وسلم -، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يدخل لسانه في فمه ثم قال: "اللهم إني أحبه فأحبه" (٢).


(١) صحيح. مسند أحمد ٤/ ٩٣، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ١٨٠: رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف وهو ثقة. وهو كما قال.
(٢) حسن لغيره. أخرجه الحاكم ٣/ ١٦٩، وابن الأعرابي (١٣٢٦)، وفي معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي (٨٢)، وابن المقري (٦٥٨) كلهم عن الحسن بن علي بن عفان، عن أبي يحيى الحماني عن الثوري، عن نعيم بن أبي هند، عن ابن سيرين.
وله شاهد يقويه من حديث المجمر، يقول: سمعت مروان يقول لأبي هريرة: والله إني لأحبك، لولا أنك تحب الحسن بن علي. فقال أبو هريرة لمروان: وما لي لا أحبه، وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا أتى بابهم، فقال: "يا حسن"، فخرج إليه الحسن، فألقمه فاه، ومص لسانه، وضمه إليه، فوالله لا أزال أحبه، (أخرجه =

<<  <  ج: ص:  >  >>