تعالوا بنا ننقل شهادةً من رهبان دير الأنبا مقار- وهم يقولون "أما سبب غياب بعض الأسفار اليونانية من العهد القديم العبري لدى اليهود فيرجع- حسب تعليل أوريجانوس- إلى رغبتهم في إخفاء كل ما يمس رؤساءهم وشيوخهم، كما هو مذكور في بداية خبر سوسنا: "وعُيّن للقضاء في تلك السنة شيخان من الشعب وهما اللذان تكلم الرب عنهما أنه خرج الإثم من بابل من القضاة الشيوخ" ويقدم أمثلة من الإنجيل لتأكيد ما يقوله، حيث يخاطب السيد المسيح الكتبة والفريسيين بقوله: "لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح (متى ٢٣: ٣٥) فالسيد المسيح هنا يتكلم عن وقائع حدثت (كما يكتب أوريجانوس)، ومع ذلك لم تذكر في العهد القديم. ثم يتساءل: أين جاء في الأسفار المقدسة شيء عن الأنبياء الذين قتلهم اليهود؟ ثم يورد أوريجانوس مثلًا آخر من رسالة العبرانيين:"آخرون تجربوا ... نشروا، جربوا ماتوا قتلًا بالسيف) " عب ١١: ٣٦ و ٣٧ " لأنه معروف في التقليد اليهودي خارجًا عن الأسفار العبرية أن أشعياء النبي فقط هو الذي نشر بالمنشار).
[ثالثا: بابياس أسقف هيرابوليس (القرن الثاني)]
لقد وصفه القس منيس عبد النور بالنبوغ فهو يقول ما نصه:
(بابياس: أسقف هيرابوليس في آسيا، نبغ بين ١١٠ و ١١٦ م واجتمع ببوليكاربوس، وربما اجتمع بيوحنا الرسول)
فهل يتجاهل هؤلاء القساوسة والدكاترة حقيقة هذا الرجل، أم هي مصيبة النقل بدون تمحيص وتحقيق للأقوال؟ ؟ ؟ ! فإن هذا "النابغة" الذي يتكلم عنه القساوسة وأساتذة اللاهوت الدفاعي، هو إنسان عديم الإدراك وحتى لا أخوض أكثر في وصف هذا البابياس سأكتفي بما ذكره أبو التأريخ الكنسي يوسابيوس القيصري فيقول ما نصه:(ويدون نفس الكاتب روايات أخرى يقول أنها وصلته من التقليد غير المكتوب وأمثالًا وتعاليم غريبة للمخلص، وأمور أخرى خرافية).