أما سر خروج الدعوة من أورشليم إلى آسيا الصغرى واليونان فيرجع إلى بولس الذي رآه اليهود بين قومه قد تزندق وحاولوا قتله فأثبت "لوقا" هذه الواقعة قائلا: "٤٥ فَلَمّا رَأَى الْيَهُودُ الجمُوعَ امْتَلأوا غَيْرَةً، وَجَعَلُوا يُقَاوِمُونَ مَا قَالهُ بُولُسُ مُنَاقِضِينَ وَمُجَدِّفِينَ. ٤٦ فَجَاهَرَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَقَالا: "كَانَ يَجِبُ أَنْ تُكَلَّمُوا أنتُمْ أَوَّلًا بِكَلِمَةِ الله، وَلكِنْ إِذْ دَفَعْتُمُوهَا عَنْكُمْ، وَحَكَمْتُمْ أنَّكُمْ غَيْرُ مُسْتَحِقِّينَ لِلْحَيَاةِ الأبدِيَّة، هُوَذَا نَتَوَجَّهُ إِلَى الأُمَمِ. ٤٧ لأَنْ هكَذَا أَوْصَانَا الرَّبُّ: قَدْ أَقَمْتُكَ نُورًا لِلأُمَمِ، لِتكُونَ أنتَ خَلَاصًا إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ". (لوقا ١٣/ ٤٥ - ٤٧).
وأصبحت الكنيسة في أرجاء الإمبراطورية الرومانية، أي في غير أرضها وسماتها ديانة ناشئة ضعيفة بين عمالقة أديان الخلاص الرسمية في الإمبراطورية الرومانية، كالبوذية والميتراسية، وتعرضت طيلة أربعة قرون وقبل الاعتراف بها للاضطهادات اليهودية والوثنية.
انقسمت الكنيسة على ذاتها في خلال الفترة من عام ٤٥١ إلى عام ١٥٢١ م إلى مذاهب تختلف الواحدة عن الأخرى اختلافا جوهريا، ومن ثم نشأت الكنائس المنشقة تباعا على هذا النحو:
١ - الكنيسة المصرية الأرثوذكسية (تعني مستقيم الرأي) عام.٤٥١
٢ - كنيسة الموارنة بسوريا (نسبة إلى مؤسس المذهب) عام.٦٨٠
٣ - كنيسة الروم الأرثوذكس (تعني حر الفكر) عام.٨٧٩
٤ - كنيسة روما الكاثوليكية (تعني مقيم الحجة) عام.٨٧٩
٥ - الكنيسة البروتستانتية عام ١٥٢١.
وإن هذا الانقسام الجوهري دليل على أن العهد الجديد كتاب وضعي، قام بتصنيفه مجموعة من البشر، وفي هذا الانقسام الذاتي يقول المسيح: "٢٥ فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ، وَقَال لَهُمْ:"كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بيتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لَا يَثْبُتُ."(متى ١٢/ ٢٥).
يقول عبد الأحد داود "إن أي دين يعتمد على مداولات وقرارات المجامع العامة