للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئًا. فَقَال لَهَا: "مَاذَا تُرِيدِينَ؟ " قَالتْ لَهُ: "قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ". فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَال: "لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ .... " (متى ٢٠/ ٢٠ - ٢٣).

وفي مرقس تذكر القصة نفسها وبنفس حيثياتها, لكن الذي طلب الملكوت هما الابنان، وليس أمهما، يقول مرقس: "وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ: "يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا طَلَبْنَا". فَقَال لَهُمَا: "مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟ " فَقَالا لَهُ: "أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ". فَقَال لَهُمَا يَسُوعُ: "لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ" (مرقس ١٠/ ٣٥ - ٣٨).

يقول جون فنتون في تفسيره لإنجيل متى: لقد أحدث متى بعضًا من التغيرات والحذف لما في إنجيل مرقس، وأهم ما في ذلك، أنه بينما في إنجيل مرقس نجد أن التلميذين نفسيهما يطلبان من يسوع، إذ بأمهما هي التي تطلب منه حسب رواية متى. (١)

[٤ - هل أوصى المسيح تلاميذه بأخذ العصا أم أوصاهم بتركها؟]

ومن التناقضات أن مرقس يذكر وصية المسيح لتلاميذه بعد أن أعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة فقال: "وَأَوْصَاهُمْ أَنْ لَا يَحْمِلُوا شَيْئًا لِلطَّرِيقِ غَيْرَ عَصًا فَقَطْ، لَا مِزْوَدًا وَلَا خُبْزًا وَلَا نُحَاسًا فِي المنْطَقَةِ. بَلْ يَكُونُوا مَشْدُودِينَ بِنِعَال، وَلَا يَلْبَسُوا ثَوْبَيْنِ." (مرقس ٦/ ٨ - ٩).

لكن الوصية في لوقا تتفق مع مرقس في أمور وتختلف في أخرى فقد جاء فيها: "وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ الله وَيَشْفُوا المُرْضَى. وَقَال لهمْ: "لَا تَحْمِلُوا شَيْئًا لِلطَّرِيقِ: لَا عَصًا وَلَا مِزْوَدًا وَلَا خُبْزًا وَلَا فِضَّة، وَلَا يَكُونُ لِلْوَاحِدِ ثَوْبَانِ." (لوقا ٩/ ٢ - ٣). فقد تناقضا في وصية المسيح بخصوص العصا.

كما ناقض إنجيلُ متى القديسَ مرقس في حمل العصا والأحذية، إذ نسب إلى المسيح قوله: "لَا تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً وَلَا نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ، وَلَا مِزْوَدًا لِلطَّرِيقِ وَلَا ثَوْبَيْنِ


(١) المصدر السابق (٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>