كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

المبحث الأول: تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية. - الوجه الثالث: الحكمة من تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية. - ج: 11 - ص: 225

وعن ابن عمر -رضي اللَّه عنهم-: أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وله عشرُ نسوة في الجاهلية، فأسلمن معه، فأمره النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يتخير أربعًا منهن". (١)

ولعل المعترض يقول مادام التعدد لا بد فيه من العدل والقدرة على الإنفاق فلماذا لا تمنعه الشريعة الإسلامية سدًا لباب الظلم، ودفعًا لإضاعة الأهل والعيال بسبب قلة المال في يوم من الأيام؟ وهي النقطة الثالثة.

الوجه الثالث: الحكمة من تعدد الزوجات في الشريعة الإسلامية.

---

(١) أخرجه الترمذي (١١٢٨)، وابن ماجه (١٩٥٣)، والشافعي في مسنده (٢٧٤٠)، وأحمد (٢/ ١٣ - ١٤)، والحاكم في المستدرك (٢/ ١٩٢) من طرق عن معمر، عن الزهري به، وقال الترمذي عقبه هكذا رواه معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: هذا حديث محفوظ، والصحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري، وحمزة قال: حُدِّثت عن سويد الثقفي أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشرُ - نسوة، والعمل على حديث غيلان عند أهل العلم، وقال الألباني رحمه اللَّه: لكن لم يتفرد معمر بوصله فقد رواه سرار أبو عبيدة العنزي عن أيوب عن نافع وسالم عن ابن عمر به أخرجه البيهقي (٧/ ١٨٣) من طريق النسائي، وقال البيهقي: قال أبو علي الحافظ: تفرد به سرار بن مجشر وهو بصري ثقة، وقال الحافظ بعد أن ذكره من طريق النسائي بإسناده: ورجال إسناده ثقات ومن هذا الوجه أخرجه الدارقطني، قلت -الألباني-: فهو شاهد جيد ودليل قوي على أن لحديث موصولٌ أصلًا عن سالم عن ابن عمر، ثم قال الحافظ: واستدل به ابن القطان على صحة حديث معمر، ثم قال الألباني: وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع طريقيه عن سالم عن ابن عمر، وقد صححه ابن حبان والحاكم والبيهقي وابن القطان كما في الخلاصة (١/ ١٤٥)، لاسيما وفي معناه أحاديث أخرى، وقال الألباني رحمه اللَّه: وله شاهد من حديث عروة بن مسعود الثقفي، قال: أسلمت وتحتي عشرُ - نسوة، أربع منهن من قريش إحداهن بنت أبي سفيان، فقال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: اختر منهن أربعًا وخل سائرهن، فاخترت منهن أربعًا منهن ابنة أبي سفيان" أخرجه الحافظ ابن المظفر في حديث حاجب بن أبي ركين (١/ ٢٥١)، والبيهقي (٧/ ١٨٤)، والضياء المقدسي في الأحاديث والحكايات (٣/ ١)، من طريق محمد بن عبد اللَّه الثقفي عن عروه به، وقال المقدسي: رجاله ثقات إلا أن عروة الثقفي قتلته ثقيف في زمان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومحمد بن عبيد اللَّه لم يدركه. اهـ الإرواء حديث، (٦/ ٢٩١، ١٨٨٣).
قلت: ومنها حديث قيس بن الحارث، قال: أسلمت وعندي ثماني نسوة، فأتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكرت ذلك له، فقال: "أختر منهن أربعا" أخرجه أبو داود (٢٢٤١)، وابن ماجه (١٩٥٢)، والبيهقي (٧/ ١٨٣)، وحسنه الألباني في الإرواء (١٨٨٥).