للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - العجز عن سداد الديون: كان يحوِّل الفقراء المدينين إلى أرقاء لدى الأغنياء الدائنين.

إذ كان الفقر والدين يحمل الناس على بيع أبنائهم رقيقًا، وكان المدين يُسترق للدائن إن عجز عن السداد، وذلك معلوم مقرر في التوراة وكذلك في الأمصار النصرانية في عصر حكم الكنيسة الغابر؛ حتى صنفت الأدبيات تحكي هذه المآسي كشهيرة وليم شكسبير (تاجر البندقية).

٣ - الخطف: فالخطف، يتحول به المخطوفون إلى رقيق.

وما انتشر الرق ذلك الانتشار الرهيب في قارات الدنيا إلا عن طريق هذا الاختطاف، بل كان المصدر الأعظم في أوربا وأمريكا في القرون الأخيرة. (١)

فالاختطاف بالتلصص والقرصنة، والهجوم على المدن المسالمة بلا دعوة إلى اللَّه ولا دفع لضرر، وإنما بغرض الغدر والاستعباد والقتل المجرد.

٤ - من وجد أحدًا انقطعت به السُبل قد يتخذه رقيقًا:

فإلى ذلك أشار إليه القرآن الكريم في قصة يوسف -عليه السلام-، فقال تعالى: {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَابُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (١٩) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٢٠) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا. . .} (يوسف: ١٩ - ٢١).

[٥ - ارتكاب الجرائم الخطيرة كالقتل والسرقة والزنا كان يحكم على مرتكبيها بالاسترقاق.]

وكان الاسترقاق من عقوبات السرقة عند العبرانيين القدماء، وعندما سئل إخوة يوسف عن جزاء السارق لصواع الملك {قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ} (يوسف: ٧٥).

٦ - الرق نظام طبقي في الدولة والإمبراطورية:


(١) الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل (١/ ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>