للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - طاعته لوالده لما كلفه الله تعالى برفع قواعد البيت، وطلب من ابنه أن يعينه فقال: (وأعينك) (١).

[الوجه الثاني: الجواب عن الشبهات المذكورة.]

١ - أما قولهم: أن الله تعالى لم يرسل رسولًا إلى العرب. فهذا مما لا شك فيه أنه سينكره أهل الكتاب، حتى لا تثبت النتيجة المسلمة التي بعدها، وهي أن محمدًا من نسل إسماعيل، وهو رسول من العرب إلى الناس كافة، ولكن {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: ٣٢].

٢ - ما هي وعوده؟

أقول: هذا ثناء من الله تعالى على إسماعيل بن إبراهيم الخليل - عليهما السلام - وهو والدُ عربِ الحجاز كلهم بأنه {كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ}.

قال ابن جريج: لم يَعِدْ ربه عدةً إلا أنجزها، يعني: ما التزم عبادة قط بنذر إلا قام بها ووفاها حقها (٢).

وأيضًا كان - عليه السلام - إذا وعد الناس بشيء أنجز وعده فآتاه تعالى وصفه بهذا الخلق الشريف.

وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنه وعد صاحبًا له أن ينتظره في مكان فانتظره سنة. ووعد من نفسه الصبر على الذبح فوفى به، حيث قال: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (٣).

٣ - أما ما هي رسالته؟ وبماذا تنبأ؟

فالجواب هو: أن الرسول لا يجب أن يكون صاحب شريعة، فإن أولاد إبراهيم كانوا على شريعته، أو أن الله تعالى وصفه بالرسالة لكون إبراهيم أرسله إلى جرهم (٤).

وأزيد فأقول: لا يشترط أن يذكر الله تعالى عن كل نبي رسالته وما أنزل عليه؟ أو بماذا تنبأ؟ ففي القرآن الكريم ذكرٌ لأنبياء ورسل لم تُذكر رسالتهم ولا نبؤاتهم، ففي القرآن


(١) أخرجه البخاري (٣٣٦٤).
(٢) تفسير ابن كثير (٩/ ٢٥٧).
(٣) تفسير الرازي (٢١/ ٢٣٣).
(٤) تفسير فتح القدير للشوكاني (٣/ ٤٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>