للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أن ليس عدلًا من كليب ... إذا ما ضيم جيران المجير

على أن ليس عدلًا من كليب ... إذا رجف العضاة من الدبور

على أن ليس عدلًا من كليب ... إذا خرجت مخبأة الخدور

على أن ليس عدلًا من كليب ... إذا ما أعلنت نجوى الأمور

على أن ليس عدلًا من كليب ... إذا خيف المخوف من الثغور

على أن ليس عدلًا من كليب ... غداة تأثل الأمر الكبير

على أن ليس عدلًا من كليب ... إذا ما خار جاش المستجير

وقال الفراء: إن القرآن نزل بلغة العرب، ومن عادتهم تكرار الكلام للتأكيد والإفهام، فيقول المجيب: بلى بلى، والممتنع: لالا، وعليه قوله تعالى: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤)} (التكاثر: ٣، ٤) وأنشد قوله:

كائن وكم عندي لهم من صنيعة ... أيادي سنوها على وأوجبوا

وقوله: نعق الغراب ببين ليلى ... غدوة كم كم وكم بفراق ليلى ينعق

وقوله: هلا سألت جموع كن ... دة يوم ولوا أين أينا

وهو كثير نظمًا ونثرًا (١).

[الوجه الثاني: التكرار في القرآن.]

لقد جاء التكرار في القرآن الكريم محكمًا، وقد ورد فيه كثيرًا، فليس فيه موضع قد أخذ عليه، دَعْ دعاوى المغالين، فإن بينهم وبين القرآن تارات، فهم له أعداء وإذا أحسنا الفهم لكتاب الله، فإن التكرار فيه -مع سلامته من المآخذ والعيوب- يؤدى وظيفتين:

أولاهما: من الناحية الدينية.

ثانيهما: من الناحية الأدبية.

فالناحية الدينية: باعتبار أن القرآن كتاب هداية وإرشاد وتشريع، لا يخلو منها فن من


(١) روح المعاني (٣٠/ ٢٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>