فالقرآن نزل ليفهمه المزارع، والعالم، والصانع، والطبيب، فاستعمال التصور البديهي في القرآن أفضل من استعمال المقدمات المنطقية التي لا يفهمها كثير من الناس.
[الوجه الثاني عشر: ذكر الأرقام العلمية قد تجهد ذهن السامع.]
اللَّه -عزَّ وجلَّ- يعلم حجم الأرض كم هو؟ وكذلك حجم السماء، ويعلم النسبة بين حجميهما، ومع ذلك لم يذكر تلك الأرقام لتلك الأحجام: لحكم عديدة، منها:
- أن السامع ربما لا يتحصل له من ذلك إلا أنه قد علم كبر حجم السماء بالنسبة لحجم الأرض.
- وأن كلًّا من حجميهما كبير بالنسبة لحجمه هو.
[الوجه الثالث عشر: أحوال الآخرة تختلف عن أحوال الدنيا.]
فالطول والعرض هنا هما اللذان يقاسان بالوحدات القياسية المختلفة (متر، كم. . .)، وذلك يختلف عن الوحدات القياسية في الآخرة، حتى لو استخدمنا القياس بالسنين الضوئية فلا نستطيع أن ننكر ذكر الأرض إذا افترضنا إجراء المعادلة القياسية النسبية بين: الجنة، والسموات، والأرض؛ لأن قياس الجنة والسموات السبع أمور غيبية بالنسبة لنا؛ فكان لا بد من وجود طرف معلوم ومشاهد لنا وهو الأرض.
[الوجه الرابع عشر: معنى الآية: أي الكون كله.]
فالمقصود أن هذا الحجم لعرض الجنة يشمل ما أنتم تحيون عليه وما لا تحيون عليه، والجنة أكبر منه.
قال االزهري: إنما وصف عرضها فأما طولها فلا يعلمه إلا اللَّه، وهذا على التمثيل لا أنها كالسموات والأرض لا غير، معناه: كعرض السموات السبع والأرضين السبع عند ظنكم كقوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}(هود: ١٠٧) يعني: عند ظنكم وإلا فهما زائلتان (١).
الوجه الخامس عشر: لابد من فهم العلاقة بين الأرض والسماء القرآن الكريم.