للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢ - شبهة: إنكار أصحاب الرس.]

[نص الشبهة]

قال تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (٣٨)} [الفرقان: ٣٨] قالوا: بعد أن ذكروا اختلاف أهل العلم فيهم ما هذا الرس وفي أي البلاد وفي أي زمن؟ ! ولماذا لم يوضح القرآن ذلك؟

والجواب عن هذه الشبهة من وجوه:

[الوجه الأول: قصة أصحاب الرس ثابتة بالقرآن.]

الوجه الثاني: تحقيق القول في أصحاب الرس.

الوجه الثالث: القصة وبيان أهميتها في القرآن.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: قصة أصحاب الرس ثابتة بالقرآن.]

قال تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (٣٨)} [الفرقان: ٣٨].

وقال تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (١٢) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (١٣) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (١٤)} [ق: ١٢ - ١٤].

فهذه من قصص القرآن التي ذكرها الله في كتابه فيجب الإيمان والتصديق بها؛ لأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

وقد وصف الله أخباره عن القصص بصفة الحق، كما قال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ} [الكهف: ١٣]، وقال تعالى: {نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [القصص: ٣].

وإذا كان هذا هو الحق عن ذلك فلا يجوز فيه النسخ أو التبديل أو التحريف.

وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بذلك فهذا بوحي من الله، كما قال تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٤].

ثم إن الله - عز وجل - قد أرسل الرسل فمنهم من ذكر خبره في القرآن، ومنهم من لم يذكر خبره، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>