للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتبَةِ، ويُقْتَلَ، وفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنتهِرُهُ قَائِلًا: "حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لَا يَكُونُ لَكَ هذَا! " فَالْتَفَتَ وَقَال لِبُطْرُسَ: "اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لَا تَهْتَمُّ بِمَا لله لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ". حِينَئِذٍ قَال يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيتْبَعْنِي".

وفي هذا النص أن الذي وصفه بأنه ابن الله هو بطرس مخالفًا بذلك أصحابه ثم وصفه عيسى في آخر النص بأن شيطان وفي نفس السياق والقصة صرح المسيح بأنه ابن الإنسان كما في:

٩ - متى (٢٨/ ١٦: ٢٧) "فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلَائِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يجازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ. ٢٨ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لَا يَذُوقُونَ المُوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ".

١٠ - متى (١٨: ١١) "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ".

١١ - متى (٢٠: ٢٨) "كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَليَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ".

١٢ - متى (٢٦: ٢) "تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ".

١٣ - متى (٢٦: ٤٥) "ثُمَّ جَاءَ إِلَى تَلَامِيذ وَقَال لهمْ: "نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! هُوَذَا السَّاعَةُ قَدِ اقْتَرَبَتْ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ".

الوجه الرابع: لقد ذكر الكتاب المقدس أبناء كثر لله، فهل هم أيضًا آلهة؟

ولفظ البنوة الذي أطلق على المسيح أطلق على كثيرين غيره، ولم يقتض ذلك ألوهيتهم، بل حملت بنوتهم على المعنى المجازي، أي المؤمنين والصالحين، منهم:

١ - آدم الذي قيل فيه: "آدم ابن الله" (لوقا ٣/ ٣٨).

٢ - ومثله قوله لداود: "أنت ابني، أنا اليوم ولدتك" (المزمور ٢/ ٧).

٣ - وسليمان أيضًا قيل أنه ابن الله، فقد جاء في سفر الأيام عنه: "هو يبني لي بيتًا. . . أنا أكون له أبًا، وهو يكون لي ابنًا" (الأيام (١) ١٧/ ١٢ - ١٣).

٤ - كما سمى لوقا الملائكة أبناء الله لشيوع مثل هذه الاستخدام في الصدر الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>