للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العدد ١٧ كان يجب أن يقرأ هكذا: ولما كان المساء جاء مع العشرة). (١)

ويختلف متى عن مرقس في قصة الإعداد للعشاء، إذ يجعل التلاميذ جميعا يشتركون في هذا الإعداد (٢) فيقول: "١٨ فَقَال: "اذْهَبُوا إِلَى المدِينَةِ، إِلَى فُلَانٍ وَقُولُوا لَهُ: المُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلَامِيذِي". ١٩ فَفَعَلَ التَّلَامِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ." (٢٦/ ١٨ - ١٩).

٤ - توقيت العشاء الأخير وأثره على قضية الصلب.

يتفق متى مع مرقس (وكذلك لوقا ٢٢/ ٨) في أن العشاء الأخير كان هو الفصح، وعلى العكس من ذلك نجد الإنجيل الرابع يجعل الفصح يؤكل في المساء بعد موت يسوع (يوحنا ١٨/ ٢٨).

ويرى أغلب العلماء أن توقيت كل من متى ومرقس ولوقا صحيح، وأن يوحنا قد غير ذلك لأسباب عقائدية". (٣)

ذلك أن يوحنا يقرر أن العشاء الأخير الذي حضره يسوع مع تلاميذه كان قبل الفصح: "١ أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ ... ٢ فَحِينَ كَانَ الْعَشَاءُ ... ٤ قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا ... ٥ ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلَامِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالمنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا". (١٤/ ١ - ٥)

وكذلك يقرر يوحنا أنهم قبضوا على يسوع في مساء اليوم السابق لأكل الفصح، وذلك في قوله: "٢٨ ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلَايَةِ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلَايَةِ لِكَيْ لَا يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ." (١٨/ ٢٨).

إن اختلاف الأناجيل في توقيت العشاء الأخير ترتب عليه اختلافهم في نقطة جوهرية تعتبر واحدة من أهم عناصر قضية الصلب، ألا وهي تحديد يوم الصلب. فإذا أخذنا برواية مرقس ومتى ولوقا لكان يسوع قد أكل الفصح مع تلاميذه مساء الخميس ثم كان القبض بعد


(١) تفسير إنجيل مرقس، ننهام (٣٧٦).
(٢) تفسير إنجيل متى، جون فنتون (٤١٤).
(٣) المصدر السابق (٤١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>