للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجهه، فتاب عليه وقبل منه، ويزعمون أنه قال: أي رب هذا غفرت ما جنيت في شأن المرأة، فكيف بدم القتيل المظلوم؟ قيل: يا داود - فيما زعم أهل الكتاب - إن ربك لم يظلمه بدمه ولكنه سيسأله فيعطيه فيضعه عنك فلما فرج عن داود ما كان فيه رسم خطيئته في كفه اليمنى بطن راحته فما رفع إلى فيه طعاما ولا شرابا قط إلا بكى إذا رآها، وما قام خطيبًا في الناس قط إلا نشر راحته فاستقبل بها الناس ليروا رسم خطيئته في يده". (١)

[الوجه الثاني: تفسير الآيات.]

قال تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (٢١) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (٢٢) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (٢٣) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (٢٤) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (٢٥) يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: ٢١ - ٢٦].

قال كثير من المفسرين إن الخصم كانوا ملكين وفزع منهم لدخولهما عليه من غير الباب الذي كان المدخل عليه، وقيل لأنهما دخلا ليلًا في غير وقت نظره بين الناس (٢).

وحديث أنس هذا أخرجه الطبري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ دَاوُدَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ نَظَرَ إلَى المَرْأَةِ فَأَهَمَّ قَطَعَ عَلَى بَنى إسْرَائِيلَ، فَأَوْصَى صَاحِبَ البَعْثِ، فَقَالَ: إذَا حَضَرَ العَدُوُّ، فَقَرَّبَ فُلانًا بَيْنَ


(١) ضعيف جدًّا. أخرجه ابن جرير في تفسيره ٢٣/ ١٥٠، ١٥١.
حدثنا ابن حميد قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق به. الراوي عن وهب بن منبه مجهول، ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن وابن حميد ضعيف.
وقال شيخ الإسلام: "وَهَذِهِ الْكُتُبُ الَّتِي يُسَمِّيهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ "كُتُبَ التَّفْسِيرِ" فِيهَا كَثِيرٌ مِنْ التَّفْسِيرِ مَنْقُولَاتٌ عَنْ السَّلَفِ مَكْذُوبَةٌ عَلَيْهِمْ، وَقَوْلٌ عَلَى وَرَسُولِهِ بِالرَّأْيِ الْمُجَرَّدِ". مجموع الفتاوي ٢/ ٥٢. وانظر: بحث (الإسرائيليات في التفسير) لمعرفة مدى الحكم على هذه الروايات.
(٢) تفسير الطبري (٢٣/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>