للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في الموسوعة الأمريكية: "إن العهد الجديد من أوله إلى آخره هو كتاب إغريقي، فعلى الرغم من أن التعاليم الأولى الشفوية التي تختص بأعمال يسوع وأقواله، لا شك أنَّها كانت متداولة بالآرامية، وهي اللغة التي كانت سارية في فلسطين وبعض أجزاء الشرق الأدنى، وبالتأكيد بين اليهود، وهي اللغة التي تكلم بها المسيح وتلاميذه، فإنه لم يمض وقت طويل قبل أن تترجم هذه التعاليم الشفوية إلى الإغريقية الدارجة التي كانت لغة الحديث في عالم البحر الأبيض المتحضر". (١)

[الفصل الثاني: إبطال دعوي الإلهام لكتبة العهد الجديد.]

[تمهيد]

" إن الأناجيل الأربعة التي يتخذها النصارى مصادر لدينهم لم تتوفر لها موجبات القدسية والقبول بما فيها من القضايا الإيمانية التي تستوجب أن تبنى على اليقينيات من النصوص، وإن ذلك في غاية البعد عن الأناجيل الأربعة.

والنصارى أنفسهم لا يدعون أن المسيح - عَلَيْهِ السَّلَام - ترك في تلاميذه كتابًا منزلًا عليه، وأن كل ما وصل إليهم من أمور دعوته وسيرته وما اقترن بحياته من أحداث هو الذي روته الأناجيل الأربعة، إما من كُتَّاب شاهدوا تلك الأحداث وعاصروا صاحبها وتتلمذوا عليه مثل متى ويوحنا، وإما من كُتَّاب تلقوا ذلك من أفواه تلاميذه الذين سمعوا أو شاهدوا، ونقلوا ذلك إلى من قام بتدوين ما نقل إليه مثل مرقس ولوقا.

وإن هذه الأناجيل لا تثبتها القواعد العلمية، ولا تثبت أو تصمد أمام البحث العلمي، والكتاب الذي يفقد دليل ثبوته لا يقوى على إثبات عقيدة لا دليل من كتب الأنبياء كافة على صحتها." (٢)

"ولأجل أن يكون الكتاب الديني حجة - يجب الأخذ به على أنه شريعة الله ودينه،


(١) الموسوعة الأمريكية، سنة ١٩٥٩ م، (٣/ ٦٥٤).
(٢) التصريح بإثبات الأناجيل الأربعة الاعتقاد الصحيح في المسيح، عبد الشكور بن محمد أمان العروسي، ص ٦٣ - ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>