للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمر شائع ومعروف لدى جميع الأنواع الحيوانية، وفي كل مراحل تطورها فما هي الأمور التي يوفرها امتلاك الحمى؟

يحتل كل عنصر من عناصر الحيوانات مساحة كافية توفر له ما يحتاجه للبقاء والتناسل ولهذا السبب نلاحظ أن مساحة الحمى مرتبطة إلى حد كبير بحجم الحيوان ونوعية غذائه. وغالبا ما يشكل الحمى الكان الذي يلتقي فيه الذكر بالأنثى وهذا ما نلاحظه بشكل خاص لدى الطيور المهاجرة مثل: اللقلق لدى عودتها إلى المناطق الاستوائية تبادر إلى البحث عن عشها القديم إنها أكثر إخلاصًا للمكان منها إلى شريكها منزل واضح المعالم يؤمن للزوجين مكانا حميمًا يلتقيان فيه أثناء وقت السفاد وخلال عملية تربية الصغار (١).

أقول: هذا الحمى الذي نجده من أساسيات الحياة الحيوانية كما رأينا فهو كذلك يعتبر للإنسان فمن المحال أن تجد إنسانًا بلا حمى، وإلى هذا أشار تعالى بقوله سبحانه: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (٨٠)}.

[٢ - تنظيم العملية الجنسية لدى الحيوانات]

ليس فقط الإنسان وحده الذي ينظم العملية الجنسية بل كذلك حتى الحيوانات لها نظامها الخاص حيث أثبتت الدراسات ما يلي:

يتسافد الفراش عادة في ساعة محددة من اليوم إنها ساعة خاصة بكل نوع لا تطلق الأنثى نداءاتها إلا في ذلك الوقت كما أن الذكر لا يحفل بتلك النداءات إلا في تلك الساعة، بعضها يتسافد مع إطلالة النهار، بعضها الآخر يؤثر أول الليل بعضها الآخر يتقاسم سائر ساعات الليل.

قام أحد الباحثين طوال أسبوعين بالنهوض كل ليلة في الثالثة صباحا للتأكد من دقة مواعيد ذكرين عاشقين من نوعين من أنواع الفراش يأتيان للقاء أنثيين في قفص كانت


(١) انظر موسوعة التعايش واللغة والجنس لدى الحيوان (٧ - ١٢) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>