للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دُمُوعُ المظْلُومِينَ وَلَا مُعَزّ لَهُمْ، وَمنْ يَدِ ظَالمِيهِمْ قَهْرٌ، أَمَّا هُمْ فَلَا مُعَزّ لَهُمْ" (٤/ ١)، ومثله كثير، فالسفر يحمل صورة تشاؤمية لا يمكن أن تصدر عن نبي ملك.

واليهود بعدما أطلقوا من أسر بابل أخرجوه من الكتب الإلهامية، لكنه ادخل بعد ذلك فيها (١).

وأما سفر نشيد الإنشاد فهو أشد الأسفار إثارة، وقد تعرض لتردد كثير حتى قُبل وأضيف للكتاب المقدس، ويرى المحققون أنه يعود إلى القرن الثالث أو الثاني قبل الميلاد، وإن اشتمل على بعض الأغاني القديمة جدًّا.

يقول عنه المدخل الفرنسي: "إن هذا الكتاب الصغير يمثل مسألة من أشد الأمور المتنازع عليها في نصوص الكتاب المقدس، فما معنى تلك القصيدة أو تلك المجموعة من القصائد الغزلية في العهد القديم .. لا نجد فيه أي مفتاح للسيرة. من الذي ألفه؟ وفي أي تاريخ؟ ولماذا ألف؟ .. من الواضح أن مؤلفه ليس سليمان".

وعن هذا السفر يقول مدخله في التوراة الكاثوليكية: "لا يقرأ نشيد الإنشاد إلا القليل من المؤمنين، لأنه لا يلائمهم كثيرًا".

ويقول وشتن: "إنه غناء فسقي فليُخرج من الكتب المقدسة وقال العالم وارد الكاثوليكي عنه: "حكم كاستيليو بإخراج هذا الكتاب من كتب العهد العتيق لأنه غناء نجس" (٢).

عاشرًا: سفر إشعيا.

وينسب السفر إلى النبي إشعيا في القرن الثامن قبل الميلاد، فقد عاصر الملك عزيا ثم يوثام ثم أحاز ثم حزقيا، ولكن السفر يتحدث عن الفترة الممتدة بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد مما يؤكد أن ثمة كاتبًا أو كاتبِين قد كتبوا ذلك بعد إشعيا، ومن أمثلة ذلك حديثه عن بابل الدولة العظيمة وتنبؤه بإنهيارها.


(١) المصدر السابق (١/ ١٤٤).
(٢) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (١/ ١٤٥)، قراءات في الكتاب المقدس، عبد الرحيم محمد (٢/ ٢٦٦)، التوراة عرض وتحليل، فؤاد حسين علي، (٧٦)، الكتاب المقدس في الميزان، عبد السلام محمد (١٠٣)، المدخل لدراسة التوراة والعهد القديم، محمد البار، (٢٣٥ - ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>