وقبل المناقشة التفصيلية لهذه الأسرار السبعة، ومعرفة أصلها، وتكوينها، وكيف تتم حسب الملة النصرانية، نحب أن نعرف ببعض التعريفات الخاصة بها، والتي تعتبر كمقدمة وتمهيد لما نريد التعرض له.
أولًا: معنى كلمة سر:
لكلمة "سر" في الكتاب المقدس ثلاثة معان:
١ - المعنى المعروف والمشهور، وهو " الشيء المستتر"، كما في قوله "وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ سِرًّا"(ملوك (٢) ١٧/ ٩)، وقوله "وَلَا تُبحْ بِسِرِّ غَيْركَ"(أمثال ٢٥: ٩).
٢ - ويراد بها أيضًا كل شيء مقدس وغير منظور، كما في الفقرات الآتية:
٣ - وتأتي الكلمة أيضًا بمعنى "رمز أو إشارة أو علامة" كما في قوله في سفر الرؤيا (١٧/ ١ - ٧) من وصف الزانية الجالسة على المياه: "وَعَلَى جَبْهَتِهَا اسْمٌ مَكْتُوبٌ: "سِرٌّ"، وقال الملاك "أَنَا أَقُولُ لَكَ سِرَّ الْمرْأَةِ".
ثانيًا: تعريف السر الكنسي:
أما أسرار الكنيسة فقد جاءت في الكتاب بمعنى مواهب أو أعطيات ولها علامات تشير إلى أمور مقدسة خفية.
مثال ذلك قول بولس عن الزواج "٣٢ هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ المسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ." (أفسس ٥/ ٣١) ومعنى ذلك أن الاتحاد المحسوس بين الرجل وزوجته علامة أو رمز إلى أمر روحي مكنون هو وحدة القلب والروح التي تشبه اتحاد المسيح والكنيسة.
فالسر الكنسي إذن معناه نعمة غير منظورة نحصل عليها بممارسة طقس ظاهر ذي علاقة بها على يد كاهن شرعي.