للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن" (١)، وبالفعل فقد وصل أبو سفيان مكة فقال: يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به .. (٢) وعهد النبي إلى أمرائه عند دخول مكة "أن لا يقتلوا أحدًا إلا من قاتلهم" (٣).

فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان حريصًا على عدم سفك الدماء.

[٢ - حروب النبي - صلى الله عليه وسلم - ضد اليهود]

النبي - صلى الله عليه وسلم - مُحِقٌّ كل الحق في إجلاء اليهود من بني قينقاع بعد بدر؛ لمؤامرتهم وتطاولهم وغرورهم، فمن أقوالهم: "يا محمد لا يغرنك أنك لقيت قومًا لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة" ويقول ابن الأثير: "فكانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبينه".

والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - محق كل الحق في إجلاء يهود بني النضير بعد أحد؛ لأنهم تآمروا مع قريش ضد المسلمين.

والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - محق كل الحق في حكمه ببني قريظة بعد الخندق، لنكثهم عهودهم معه، وهو في أشد ساعات الحرج، بعد أن ساعدوا قريشًا وحرضوها ضد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

[٣ - حروب النبي - صلى الله عليه وسلم - ضد الغساسنة وأسيادهم الروم]

وذلك في معركتي: "مؤتة سنة ٨ هـ، وتبوك سنة ٩ هـ".

مؤتة: أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة الثامنة للهجرة رسولًا إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ملك الغساسنة يدعوه إلى الإسلام، فقتل الحارث رسول رسول الله: شجاع بن وهب الأسدي (وليس هكذا تعامل الرُّسل والوفود، ففي هذا انتهاك للعرف الدولي، وأن الرسل لا تقتل مهما عملت، ومهما تكلمت). وقال: "من ينزع مني ملكي أنا سائر إليه" (٤). مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أراد منه ملكه؛ بل أراد هدايته وإسلامه فحسب.


(١) الكامل في التاريخ ٢/ ١٦٦، الطبري ٣/ ٥٤، والرواية للطبري.
(٢) الكامل في التاريخ ٢/ ١٦٦، الطبري ٣/ ٥٤.
(٣) الكامل في التاريخ ٢/ ١٦٧.
(٤) الكامل في التاريخ ٢/ ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>