للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثانية: قوله تعالى: {وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} [العنكبوت: ١١].

المقصود في هاتين الآيتين هو كشف الله تعالى المؤمن الصادق من الذي يدعي الإيمان لعلمه تعالى الأزلي بأحوال العباد قبل خلقهم.

الآية الأولى:

قال الطبري: يقول تعالى ذكره: ولقد اختبرنا الذين من قبلهم من الأمم، ممن أرسلنا إليهم رسلنا، فقالوا مثل ما قالته أمتك يا محمد بأعدائهم، وتمكيننا إياهم من أذاهم، كموسى إذ أرسلناه إلى بني إسرائيل، فابتليناهم بفرعون وملئهم، وكعيسى إذ أرسلناه إلى بني إسرائيل، فابتلينا من اتبعه بمن تولى عنه، فكذلك ابتلينا أتباعك بمخالفيك من أعدائك {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا} منهم في قيلهم: آمنَّا {وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} منهم في قيلهم ذلك، والله عالم بذلك منهم قبل الاختبار، وفي حال الاختبار، وبعد الاختبار، ولكن معنى ذلك: ولَيُظْهِرَنَّ الله صدق الصادق منهم في قيل آمنا بالله من كذب الكاذب منهم بابتلائه إياه بعدوّه، ليعلم صدقه من كذبه أولياؤه، على نحو ما قد بيَّناه فيما مضى قبلُ. (١)

والآية الثانية:

قال الطبري: يقول تعالى ذكره: وليعلمنّ الله أولياء الله، وحزبه أهل الإيمان بالله منكم أيها القوم، وليعلمنّ المنافقين منكم حتى يميزوا كلّ فريق منكم من الفريق الآخر، بإظهار الله ذلك منكم بالمحن والابتلاء والاختبار وبمسارعة المسارع منكم إلى الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام، وتثاقل المتثاقل منكم عنها. (٢)

وبعدُ فقد تبين من خلال عرض تفسير هذه الآياتِ التي استشهدوا بها أنَّها على غير مقصدهم وفهمهم، والله يهدي الجميع إلى سواء السبيل.

الوجه الثالث: في كتبهم الله لا يعلم الغيب.


(١) تفسير الطبري (٧/ ٢٢٥).
(٢) مصدر السابق (٢٠/ ١٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>