يزفها ثم ينصب نفسه أستاذا لصاحبها الذي سيأخذ عن الله ويتلقى عن جبريل ويكون هو أستاذ الأستاذين وهادي الهداة والمرشدين وإلا كان هذا الراهب متناقضًا مع نفسه. (١)
[الوجه الرابع عشر: ذكر خبر بحيرى في كتب السيرة تدل على الأمانة العلمية عند علماء السيرة.]
وللأمانة العلمية كان من المفترض أن رواة الأحاديث يُنكرون أمر بحيرى وغيره حتى لا يتشكك أحد فيقول: إن محمدًا قد علّمه بحيرى ولكن لأمانتهم ذكروا ذلك، فذكروا أنه ما قابل بحيرى إلا مرتين، ومنهم من قال مرة واحدة، فكما أنهم صدَقوا في إثبات أمر بحيرى ولم يخافوا من قول المتشككين كذلك صدقوا في ذِكر عدد اللقاءات بين بحيرى والنبي - صلى الله عليه وسلم - أنهما لا تعدو عن مرتين، بغض النظر عن ضعف روايتهما.
[الوجه الخامس عشر: هل يصح لراهب أن يكذب؟]
كيف يقول بحيرى إن القرآن من عند الله نزل على قلب محمد وهو من عنده؟ كيف يرضى أصحاب الشبهة هذه أن يكون عالم دينهم كذاب؟ وخلاصة القول: إن من المفيد إلقاء نظرة على الملاحظات الحيادية لبعض المستشرقين.
يقول جون ب. نوس، وديفيد س. نوس في كتابهم الشهير "أديان الرجل": (. . . . إن من الواجب إدراج الحديث الشريف الذي يقول إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - تعلم اليهودية والنصرانية خلال رحلاته مع القافلة التجارية المتجهة للشام، وكانت الأولى بصحبة عمه أبي طالب عندما كان في سن الثانية عشر، والثانية عندما كان عمره ٢٥ عامًا كموظف لخديجة التي تزوجها فيما بعد، على أنه حديث غير مقبول).
ويقول توماس كارلايل: لا أعرف ماذا أقول بشأن سيرجيوس [بُحيرى أو بَحيرى، مهما كان اللفظ، وقد أُطلق عليه أيضًا اسم سرجيوس]، الراهب النسطوري الذي قيل إنه تحادث مع أبي طالب، أو كم من الممكن أن يكون أي راهب قد علم صبيًا في مثل تلك السن، لكنني أعرف أن حديث الراهب النسطوري مبالغ فيه بشكل كبير، فقد كان عمر