للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإِرْبَةِ - قَالَ - فَدَخَلَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوْمًا وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، وَهُوَ يَنْعَتُ امْرَأَةً قَالَ إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ بِأَرْبَعٍ وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَدْبَرَتْ بِثَمَانٍ. فَقَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا أَرَى هَذَا يَعْرِفُ مَا هَا هُنَا لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُنَّ". قَالَتْ: فَحَجَبوهُ (١).

وعن عكرمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدخل بيتًا فيه مخنث (٢).

و"لعن الله بيتًا يدخله مخنث" (٣).

[الوجه الثاني: بيان معنى (مخنث).]

خنث: رجل مخنث، وفيه تخنيث وانخناث وخنث: تكسر وتثن، وقد خنث وتخنث، وتقول: وثقت به فتخبث وتخنث، وما تخنث؛ والخناثي، خباثي؛ وخنّث كلامه: لينه. وخنث فم السقاء وفم الجوالق وقمعه: ثناه إلى خارج، وقبعه: ثناه إلى داخل. واختنث القربة فشرب، "ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اختناث الأسقية" (٤).

وخنث له بأنفه: كأنه يهزأ به (٥).

خَنِثَ خَنَثًا فَهُوَ خَنِثٌ - مِنْ بَابِ تَعِبَ - إذَا كَانَ فِيهِ لِينٌ وَتَكَسُّر وَيُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ، فَيُقَالُ: خَنّثَهُ غَيْرُهُ إذَا جَعَلَهُ كَذَلِكَ وَاسْمُ الْفَاعِلِ مخنِّث بِالْكَسْرِ وَاسْمُ المُفْعُولِ بِالْفَتْحِ وَفِيهِ انْخِنَاث وَخِنَاثَةٌ بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ قَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ خَنَّثَ الرَّجُلُ كَلَامَهُ بِالتَّثْقِيلِ إذَا شَبَّهَهُ بِكَلَامِ النِّسَاءِ لِينًا وَرَخَامَةً فَالرَّجلُ مُخَنِّث بِالْكَسْرِ خَنِثَ" الرَّجُلُ "كَفَرِحَ" خَنَثًا فهو خَنِثٌ. "وتَخَنَّثَ" في كلامِه. وتَخَنَّثَ الرَّجُلُ: فَعَلَ فِعْلَ المُخَنَّثِ.

وتَخَنَّثَ الرَّجُلُ وغيْرُه: سَقَطَ من الضَّعْفِ. "وانْخَنَثَ: " تَثَنَّى وتَكَسَّر والأَنْثى خَنِثَةٌ.

رَجُلٌ خُنْثَى: له ما لِلذَّكَرِ والأُنْثَى. وقيل: الخُنْثَى: "مَنْ لَهُ ما لِلرِّجال والنَّسَاءِ جَميعًا".


(١) مسلم (٥٨٢٠).
(٢) إسناده ضعيف، مصنف ابن أبي شيبة (٦/ ٢٣٦).
(٣) ابن النجار عن ابن عباس، كما في جمع الجوامع (٢٣٠)
(٤) البخاري (٥٦٥٢)، مسلم (٥٣٩٠).
(٥) أساس البلاغة (١/ ١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>