[الوجه الثالث: صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه ووصفها به رسوله حق.]
نؤمن بها كما جاءت من غير تحريف، ولا تشبيه، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا تعطيل، فالغضب والرضى والضحك والبغض والحب، ونحو ذلك مما وصف الله به نفسه ووصفه بها رسوله حق نؤمن بها وهي صفات كمال لله تعالى، غير صفات المخلوق فهي صفات نقص مناسبة لعجزه وفقره وفنائه.
[الوجه الرابع: صفة البغض في كتبهم.]
جاءت صفة البغض في كتبهم المقدسة كثيرة ومتناقضة
[١ - الرب يبغض من النصب]
وفيه: وَلَا تُقِمْ لَكَ نَصَبًا. الشَّيْءَ الَّذِي يُبْغِضُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. (التثنية ١٦: ٢٢).
[٢ - الرب يبغض الستة]
وفيه: هذه السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ (أمثال ٦: ١٦).
[٣ - الرب يبغض النفاق وأعمال السوء]
جاء: (كل رجس مبغض عند الرب وليس بمحبوب عند الذين يتقونه (سيراخ ١٥: ١٣)، وكما جاء في أشعيا (٦١: ٨): لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُحِبُّ الْعَدْلِ، مُبْغِضُ المخْتَلِسِ بِالظُّلْمِ. وَأَجْعَلُ أُجْرَتهمْ أَمِينَةً، وَأَقْطَعُ لهمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا.
[٤ - الرب يبغض سكان أرضه المقدسة]
وجاء أيضًا في (الحكمة ١٢: ٣): فإنك أبغضت الذين كانوا قديمًا سكان أرضك المقدسة.
٥ - ونجد التناقض أن الرب لو بغض شيئًا لا يخلقه:
كما جاء في سفر الحكمة (١١: ٢٥): لأنك تحب جميع الأكوان ولا تمقت شيئًا مما صنعت فإنك لو أبغضت شيئًا لم تكونه.
[٦ - ونجد أن المسيح يأمر ببغض كل الناس]
كما جاء في إنجيل لوقا (١٤: ٢٦): إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلَا يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلَادَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أيضًا، فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.
* * *