للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا: وهذا نص في دخول أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في أهل البيت ها هنا؛ لأنهن سبب نزول هذه الآية، وسبب النزول داخل فيه قولًا واحدًا (١).

وقال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: ٣٥].

وعن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت: (يغزو الرجال، ولا يغزو النساء، وإنما لنا نصف الميراث، فأنزل الله: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ. . .}.

قال مجاهد: فأنزل فيها: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ. . .}، وكانت أم سلمة أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة) (٢).

وعن أم عمارة الأنصارية - رضي الله عنها - أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء؟ فنزلت (٣).

ومن فضائل زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهن كن يؤثرن على أنفسهن، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُن يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا، غَيْرَ أَنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ وَهَبَتْ يَوْمَهَا وَلَيْلَتَهَا لِعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تَبْتَغِي بِذَلِكَ رِضَا رَسُولِ الله" (٤).

الوجه الرابع: لماذا لم تخاطب زوجات الأنبياء من قبل بمثل هذه الأمور؟


(١) تفسير ابن كثير (٣/ ٦٥٣).
(٢) أخرجه الترمذي (٣٠٢٢) قال أبو عيسى: هذا حديث مرسل، وأخرجه عن بعضهم عن أبي نجيح عن مجاهد مرسل؛ أن أم سلمة قالت. . . . وهو عند أحمد (٦/ ٣٠٥، ٣٠١)، وقال الألباني: صحيح الإسناد (صحيح الترمذي ٣٠٢٢).
(٣) أخرجه الترمذي (٣٢١١) قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح، وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (٢٥٦٥).
(٤) أخرجه البخاري (٢٥٩٣)، مسلم (١٤٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>